نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 611
بل بدل الكل أيضا لا يخلو عن إيضاح و تفسير و لم يتعرض لبدل الغلط؛
لأنه لا يقع فى فصيح الكلام.
قال العلامة السيد: يحتمل أنهما بمعنى واحد و يحتمل أن يكون الأول
أى التفصيل بعد الإجمال إشارة إلى بدل البعض، فإن الكل جملة الأجزاء و التفصيل
ناسبها، و الثانى أى:
التفسير بعد الإبهام إشارة إلى بدل الاشتمال، فإن الأول فيه مبهم
يحتاج إلى تفسير كما عرفت، و يحتمل أن يكون الأول نظرا للمقصود فى نفسه، فإنه كان
مجملا ثم فصل، و الثانى نظرا إلى المخاطب، فإنه أبهم عليه المقصود أولا، ثم أزيل
إبهامه (
قوله: بل بدل
الكل إلخ)أى: كما قيل
فى قوله تعالى:اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ. صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ
عَلَيْهِمْ[1]فإن الصراط
الثانى بدل، و فيه بيان أن الصراط المستقيم هو صراط الذين أنعمت عليهم بالإيمان و
الرضوان و الهدى من كل ضلال (قوله: و لم يتعرض لبدل الغلط إلخ)أى: للبدل لأجل الغلط أو لتدارك الغلط
أو لبدل المغلوط و هو المبدل منه- قاله عبد الحكيم.
أى: و لم يتعرض لبدل البداء أيضا و هو أن تذكر المبدل منه عن قصد،
ثم يبدو لك ذكر البدل، فتوهم أنك غالط و هذا يعتبره الشعراء كثيرا مبالغة و تفننا،
و شرطه أن يرتقى من الأدنى إلى الأعلى كقولك: هند نجم بدر، أو بدر شمس، فكأنك و إن
كنت متعمدا فى الأول ذكر النجم تغلط نفسك، و تريد أنك لم تقصد إلا تشبيهها بالبدر؛
لأن حكمه حكم المعطوف ببل فأدخل اعتباره فيه. قاله ابن يعقوب.
(قوله: لأنه لا
يقع فى فصيح الكلام)أى: إنه لا يقع فيه إذا كان عن غلط حقيقى، و أما إذا كان عن تغالط
بأن ترتكب عمدا صورة الغلط فلا مانع من وقوعه فى الفصيح، و هو بدل البداء المتقدم.
و فى الفنارى: قد يناقش فى عدم وقوع بدل الغلط فى فصيح الكلام بأنه
تدارك الغلط، و أنه لا ينافى الفصاحة بالمعنى السابق فهو كقولك: جاءنى زيد، بل
عمرو، نعم لا يقع فى كلام اللّه لا لأنه يستلزم عدم الفصاحة، بل لعدم جواز وقوع
الغلط عليه سبحانه