نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 489
لأن المقام للتكلم) نحو: أنا ضربت (أو الخطاب) نحو: أنت ضربت، أو
الغيبة، نحو: هو ضرب؛ لتقدم ذكره؛ إما لفظا، أو تحقيقا، ...
و أما تعريفه بالإضمار فلكون المقام للتكلم أو أن الجار و المجرور
خبر لمبتدأ محذوف، و الجملة هى الجواب و التقدير، و أما تعريفه فهو حاصل بالإضمار؛
و قوله لأن المقام علة لمحذوف مأخوذ مما قبله تقديره و تعريفه بذلك؛ لأن المقام
إلخ- كذا أجاب بعضهم، و الأحسن ما ذكره عبد الحكيم من أن الفاء عاطفة على محذوف من
عطف المفصل على المجمل و الأصل، و أما تعريفه فلإفادة المخاطب أتم فائدة فبالإضمار
لكذا و بالعلمية لكذا إلخ، و حينئذ يندفع الاعتراضان.
(
قوله: لأن
المقام للتكلم)فإذا قيل: من أكرم زيدا؟ و كنت أنت المكرم له فتقول: أنا و لا
تقول: فلان، و إن كان المكرم له المخاطب قلت أنت و إن كان عمرا الغائب و كان تقدم
له ذكر قلت هو؛ و قوله: لأن المقام للتكلم أى: و لا يشعر بخصوص التكلم، و كذا
الخطاب و الغيبة إلا الضمير، و هذا لا ينافى فى أن الاسم الظاهر يشعر بالتكلم و
الغيبة و الخطاب، إلا أنه ليس نصا فى ذلك فقول الخليفة أمير المؤمنين: فعل كذا
يحتمل التكلم، و يحتمل الإخبار عن غيره فليس نصا فى التكلم بخلاف أنا ضربت فإنه نص
فى ذلك- كذا قرر شيخنا العدوى، و عبارة عبد الحكيم قوله: لأن المقام للتكلم أى:
لكون المقام مقام التعبير عن المتكلم من حيث إنه متكلم، و عن المخاطب من حيث إنه
مخاطب، و عن الغائب من حيث إنه غائب، فلا يرد أن مقام التكلم متحقق فى قول الخليفة
أمير المؤمنين يأمر بكذا مع عدم الإضمار، و أن الخطاب أعنى توجيه الكلام إلى
الحاضر لا يقتضى التعبير بضمير المخاطب كما تقول فى حضرة جماعة كلاما لا تخاطب به واحدا
منها، و أن الغيبة و هى كون الشىء غير متكلم، و لا مخاطب لا تستدعى الإضمار، فإن
الأسماء الظواهر كلها غيبة (قوله: نحو أنا ضربت)الشاهد فى أنا و التاء و جمع بينهما إشارة إلى أنه لا فرق بين أن
يكون الضمير متصلا أو منفصلا، و كذا يقال فيما بعد (قوله لتقدم ذكره)علة لكون المقام مقام غيبة أى: و إنما كان المقام للغيبة لتقدم
ذكره أى ذكر مرجعه (قوله: تحقيقا)نحو: زيد يضرب، و جاء زيد و هو
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 489