نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 341
فلا يريدون فى هذا المقام الصدق الذى هو بمراحل عن اعتقادهم، و لو
قال: لأنهم اعتقدوا عدم صدقه لكان أظهر، ...
لأن العاقل إنما يريد ما يعتقده أو يجوزه، فالدليل الصحيح اعتقادهم
عدم صدقه، و أجيب بأن المراد بعدم اعتقادهم صدقه أنهم يبعدون عن تصديقه غاية البعد
بحيث لا يجوزونه أصلا، و لا يخطر ببالهم كما أشار له الشارح بقوله الذى هو بمراحل
عن اعتقادهم، و لا معنى لكونه بعيدا عن اعتقادهم غاية البعد إلا اعتقاد عدمه، فقد
رجع ذلك إلى قولنا لاعتقادهم عدم صدقه و لا مكان الجواب عن المصنف بما ذكر قال
الشارح أظهر.
(قوله: فلا
يريدون إلخ)من عطف المعلول
على العلة، و قوله فى هذا المقام أى مقام الإنكار عليه (قوله: الذى هو بمراحل إلخ)فى معنى التعليل لقوله فلا يريدون إلخ، لأن الموصول وصلته فى حكم
المشتق المؤذن تعليق الحكم بالعلية، و فى هذا التعليل إشارة إلى أن المراد بقوله
لأنهم لم يعتقدوه نفى اعتقادهم الصدق على الوجه الأبلغ فيقدم عدم تجويزهم لصدقه و
عدم خطور صدقه ببالهم.
(قوله: لكان
أظهر)أى: فى الدلالة
على المدعى، و هو أن المراد بالثانى غير الصدق، و هذا يفيد أن هذا أظهر مما ذكره
المصنف، و ما ذكره المصنف ظاهر أيضا.
أما الأول: فبيانه أن اعتقاد عدم الصدق مستلزم لذلك المدعى من غير
واسطة؛ لأن اعتقاد عدم الصدق إنما يصدق بنفى الصدق و لا يصدق بتجويزه، و حينئذ فلا
يوجب أن يراد بالثانى غير الصدق لصحة إرادة الصدق بناء على تجويزه كما مر.
و أما الثاني: فلما علمت أن مراد المصنف بقوله: لعدم اعتقادهم صدقة:
أن الصدق بعيد عن اعتقادهم غاية البعد بحيث لا يجوزونه، و حينئذ فلا يصح أن يراد
بالثانى من شقى الترديد الصدق، فكلام المصنف و إن أفاد المدعى بهذه المعونة إلا أن
الذى قاله الشارح أظهر فى إفادة المدعى؛ لأن أخذ هذا المعنى الذى قلناه من عبارة
المصنف فيه نوع خفاء قال العلامة عبد الحكيم: لك أن تقول إن قول المصنف: لأنهم لم
يعتقدوه قضية معدولة أى: إنهم موصوفون بعدم اعتقاد صدقه لاعتقادهم عدمه، و حينئذ
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 341