نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 318
اختلف القائلون بانحصار الخبر فى الصدق و الكذب فى تفسيرهما؛ فقيل:
...
الأول: ما سبق و هو الألفاظ التى يعنون بها عن تفصيل شىء علم إجمالا
من الكلام السابق بداهة أو قريبا من البداهة.
الثاني: أن يكون البحث اللاحق معلوما من الكلام السابق إجمالا و لو
نظريا و ما ذكر هنا من هذا القبيل، فإن قلت: إن الذى عرف مما تقدم إنما هو مذهب
الجمهور، و أما مذهب الجاحظ[1]و النظام[2]و دليل كل واحد منهما و الرد عليه فلم يعلم مما
تقدم لا إجمالا و لا تفصيلا، و حينئذ فجميع ما ذكره فى هذا المبحث لم يعلم مما
تقدم فلا وجه لتسميته تنبيها، و أجيب بأن مسمى التنبيه تفسير الصدق و الكذب على
مذهب الجمهور الذى هو معلوم مما مر، و أما ما ذكر معه فهو مذكور استطرادا زيادة
على الترجمة و هى لا تضر، و إلى هذا الجواب يشير قول الشارح: تنبيه على تفسير
الصدق و الكذب، فإنه يشير إلى خروج الأدلة و الاعتراضات عليها عن مسمى التنبيه.
(قوله: اختلف
القائلون إلخ)حاصله أن العلماء اختلفوا فى الخبر- هل ينحصر فى الصادق و الكاذب؟ و
به قال الجمهور و النظام أو لا ينحصر، بل منه ما ليس بصادق و لا كاذب و به قال
الجاحظ. و القائلون بالانحصار اختلفوا فى تفسير الصدق و الكذب، فالجمهور فسروهما
بتفسير، و النظام فسرهما بتفسير (قوله: فى الصدق)أى: فى ذى الصدق و ذى الكذب و هو الصادق و الكاذب و إنما قدرنا ذلك؛
لأن الخبر ينقسم للصادق و الكاذب لا للصدق و الكذب؛ لأنهما من أوصافه.
[1]هو العلامة المتبحر أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب البصرى
المعتزلى صاحب التصانيف أخذ عن النظام- روى عن أبى يوسف القاضى و ثمامة بن أشرس- و
روى عنه أبو العيناء، و يموت بن المزرّع ابن أخته- و كان أحد الأذكياء- قال
الذهبي: كان ماجنا قليل الدين له نوادر و قال: كان من بحور العلم و تصانيفه كثيرة
جدا، قيل: لم يقع بيده كتاب قط إلا استوفى قراءته، حتى إنه كان يكترى دكاكين
الكتبيين و يبيت فيها للمطالعة و كان داهية فى قوة الحفظ، و للشارح كلام عنه،
سيأتى عند حديثه عن انحصار الخبر فى الصدق و الكذب و ذكر رأى الجاحظ فى ذلك.
و انظر السير (11/ 526) و الأعلام (5/ 74).
[2]هو إبراهيم بن سيار المعروف بالنظام أبو إسحاق، شيخ من
شيوخ المعتزلة، توفى بين سنة 221- 231 ه.
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 318