نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 230
و تحقيق لمقتضى الحال (فمقام كل من التنكير، و الإطلاق، و التقديم،
و الذكر يباين مقام خلافه) أى: خلاف كل منها؛ يعنى: أن المقام ...
هى التنكير و الإطلاق و ما معه، و ضبط المضافات إلى أمور يستتبع ضبط
تلك الأمور المضاف إليها، و إنما كانت تلك الإشارة إجمالية؛ لأنه لم يبين محال تلك
المقتضيات.
مثلا: التنكير من المقتضيات، و لم يبين المصنف هل محله المسند إليه
أو المسند؟
و كذلك الإطلاق لم يبين محله هل هو الحكم أو المسند إليه أو المسند
أو متعلقه؟ و كذا يقال فى الباقى، فما هنا كلام إجمالى يفصله ما يأتى فى علم
المعاني.
(قوله: و تحقيق
لمقتضى الحال)عطف على إشارة أى: و فيه تحقيق أى: تبيين و تعيين له، حيث قال: فيما
يأتي: فمقتضى الحال هو الاعتبار المناسب للحال، و قول الشارح لمقتضى الحال: إظهار
فى محل الإضمار خوفا من توهم رجوع الضمير للأحوال لو قال لها (قوله: فمقام كل من التنكير إلخ)صرح بالتنكير و ما بعده؛ لأنه الأصل و الفاء فى
قوله: فمقام للتفصيل أو للتعليل (قوله: يباين مقام خلافه)أى: فلا يكون مقام يناسبه التنكير و مقابله، و لا مقام يناسبه
الإطلاق و مقابله و هكذا.
(قوله: أى خلاف
كل منها)فيه إشارة إلى
أن ضمير خلافه عائد إلى كل، لكن اعترض بأن هذا التفسير يقتضى أن مقام كل واحد من
التنكير و ما معه يباين مقام خلاف كل واحد من المذكورات، فيكون مباينا لمقام خلاف
نفسه و خلاف غيره مما معه و هذا باطل؛ لأنه إنما يباين مقام خلاف نفسه فقط، و لا
يباين مقام خلاف غيره؛ لأن من جملة خلاف غيره نفسه، فيلزم مباينة الشىء لنفسه و
هو باطل، فكان الأولى فى التفسير أن يقول: أى: خلاف نفسه، و يكون الضمير عائدا على
الواحد مما ذكر فى ضمن كل، إذ التنوين عوض عن المضاف إليه أو يقول: أى: ما خالفه،
و أجيب بأن المراد بخلاف كل منها الخلاف الموصوف بوصف التقابل و التضاد، و حينئذ
فيصح الكلام؛ لأن كلا من التنكير و ما معه مقامه يباين خلاف مقام كل واحد مما
يقابل نفسه، و أما خلاف كل مما لا يقابل نفسه فلا يباينه، و أجيب بجواب آخر: و
حاصله أن الضمير فى قول الشارح أى: خلاف كل منها راجع للأربعة المذكورة، و هو من
مقابلة
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 230