نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 227
[مقتضى الحال]
(و هو) أى: مقتضى الحال (مختلف فإن مقامات الكلام متفاوتة) لأن
الاعتبار اللائق بهذا المقام يغاير الاعتبار اللائق بذلك، ...
الذى هو الصدق، فالذى حققه هنا خلاف ما حققه هناك (قوله: و هو مختلف)هذا تمهيد لضبط مقتضيات الأحوال و تحقيقها على
وجه الإجمال الموجب للتشوق إلى الوقوف عليها تفصيلا كما يأتى بعد، و حاصل ما ذكره
أن مقتضيات الأحوال بالفتح مختلفة؛ لأن مقتضياتها بالكسر التى هى الأحوال المعبر
عنها بالمقامات مختلفة، فالحال و المقام متحدان ذاتا، و إنما يختلفان اعتبارا، كما
سيذكره الشارح، و إنما عبر فى العلة بالمقامات إشارة إلى أنهما متحدان ذاتا، و
بهذا ظهر إنتاج العلة للمعلول.
(قوله: فإن
مقامات الكلام)أى: الأمور المقتضية لاعتبار خصوصية ما فى الكلام (قوله: متفاوته)أى: مختلفة و إذا اختلفت المقامات لزم اختلاف
مقتضيات الأحوال؛ لأن اختلاف الأسباب فى الاقتضاء يوجب اختلاف المسببات، فإن قلت:
إن تعليل المصنف المذكور يقتضى أنه يلزم من اختلاف المقامات اختلاف المقتضى، مع
أنه قد يختلف المقامات و يتحد المقتضى و ذلك: كالتعظيم و التحقير، فإن كلا منهما
مقام يغاير الآخر بالذات و مقتضاهما واحد و هو الحذف، فإن حذف المسند إليه يكون
لإيهام صونه عن لسانك تعظيما له، أو إيهام صون لسانك عنه تحقيرا له كما يأتي. قلت:
ليس المراد باختلاف المقامات اختلافها لهما من حيث ذاتها و تعددها، و إنما المراد
اختلاف المقامات باختلاف الاقتضاء بأن يقتضى أحدهما خلاف ما يقتضيه الآخر، و لا شك
أن اختلاف الاقتضاء يوجب اختلاف المقتضى، و التعظيم و التحقير لم يختلفا بحسب
الاقتضاء، بل بحسب ذاتهما.
و حينئذ فلا يتوجه النقض (قوله: لأن الاعتبار)المراد به الشىء المعتبر و هو الخصوصية، و هو علة للعلة أى: و إنما
أوجب اختلاف المقامات اختلاف مقتضيات الأحوال؛ لأن الاعتبار إلخ أى: لأن الأمر
المعتبر أى: لأن الخصوصية المعتبرة اللائقة بهذا المقام فى نفس الأمر تغاير إلخ،
فالتأكيد المعتبر اللائق بمقام الإنكار يغاير عدم التأكيد المعتبر اللائق بمقام
خلو الذهن، فالتأكيد و عدمه، و هما مقتضى الحال متغايران، و المقام
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 227