نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 170
لأن الكراهية فى السمع إنما هى من جهة الغرابة المفسرة بالوحشية؛
مثل: تكأكأتم، و افرنقعوا، و نحو ذلك، ...
قبح الصوت و عدم قبحه لا من ذات اللفظ، و حينئذ فلو احترز عنها لخرج
كثير من الكلمات المتفق على فصاحتها، بسبب نطق قبيح الصوت بها.
ورد شارحنا هذا التوجيه بما حاصله أنا لا نسلم أن الكراهة فى السمع و
عدمها إنما يرجعان لقبح الصوت و حسنه لا لنفس اللفظ، إذ لو كان كذلك لزم أن يكون
الجرشى غير مكروه فى السمع إلا إذا سمع من قبيح الصوت، و ليس كذلك للقطع بكراهته
دون مرادفه و إن نطق به حسن الصوت، و حينئذ فحصر الكراهة فى السمع على قبح النغم
باطل. فتعين ما قاله الشارح من أن الكراهة إنما هى من جهة الغرابة.
(قوله: لأن
الكراهة فى السمع إنما هى من جهة الغرابة)أى: لأن الغرابة سبب فيها فالخلوص من الغرابة
يستلزم الخلوص من الكراهة، فإن قلت الخلوص من الغرابة كما يستلزم الخلوص من
الكراهة فى السمع يستلزم الخلوص من التنافر، و مخالفة القياس فلا حاجة إلى ذكرهما
أيضا. قلت: الاستلزام ممنوع؛ لأن مستشرزا و أجلل ليسا بغريبين لعدم احتياجهما إلى
التنقير و التخريج على وجه بعيد مع تنافرهما، على أن هذا الاعتراض غير متوجه؛ لأن
الأصل ذكر جميع أسباب الإخلال صريحا، و لو كان بعضها مستلزما لبعض، و ترك التصريح
ببعضها يحتاج إلى توجيه.
(قوله المفسرة
بالوحشية)أى: بكون
الكلمة وحشية (قوله: مثل
تكأكأتم)هو و ما بعده
من كلام عيسى بن عمر النحوى حين سقط من على حمار، فاجتمع الناس عليه، فقال لهم: ما
لكم تكأكأتم على تكأكؤكم على ذى جنة افرنقعوا، كما قال الجوهرى، و قال الزمخشرى فى
الفائق: إنه من كلام أبى علقمة حين مر ببعض طرق البصرة، و هاجت به مرة، فأقبل
الناس عليه يعصرون إبهامه، و يؤذنون فى أذنه، فأفلت نفسه منهم، و قال ذلك. فقال
بعضهم: دعوه فإن شيطانه يتكلم بالهندية.
و معنى تكأكأتم: اجتمعتم. و معنى افرنقعوا: تنحوا (قوله: و نحو ذلك)أى: مثل قولهم: اطلخم الليل بمعنى أظلم، و لا
حاجة له لإغناء مثل عنه
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 170