نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 132
بمعنى: تقدم، يقال مقدمة العلم لما يتوقف عليه الشروع فى مسائله،
...
(قوله:
بمعنى تقدم) أى: فهى من قدم اللازم؛ لأن تقدم لازم، و أما قولهم: زيد تقدمه عمرو
فهو من الحذف و الإيصال أى: تقدم عليه و هذا أى أخذها من قدم بمعنى تقدم بناء على
قراءتها بالكسر، و أما على قراءتها بالفتح فيتعين أنها من قدم المتعدى؛ لأن اسم
المفعول إنما يؤخذ من المتعدى، فإن قلت على قراءتها بالكسر: لم لم تجعل مأخوذ من
قدم المتعدى؟ قلنا: لأن المباحث المذكورة متقدمة لا مقدمة شيئا آخر؛ و لأنه لو كان
كذلك لأضيفت إلى مفعولها بأن يقال: مقدمة الطالب الذى عرفها على من لم يعرفها من
الشارعين؛ لأن الصفة المتعدية للمفعول الظاهر إضافتها إليه لا لما له بها نوع
تعلق، فلما لم تضف إليه و أضيفت للكتاب مع أنه غير المفعول علم أنها من اللازم، و
إنما كان الكتاب غير المفعول؛ لأن المقدم فى الحقيقة الطالب الذى عرفها لا الكتاب
نفسه.
(قوله: يقال
مقدمة العلم) أى: يقال هذا اللفظ أو تقال هذه الكلمة، إذ من المعلوم أن الكلمة
إذا أريد لفظها فإنها تحكى بالقول نحو: يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ[48] و يصح أن يجعل
القول بمعنى الإطلاق. أى: أن المقدمة إذا أضيفت للعلم تطلق على ما يتوقف عليه
الشروع فى مسائله، فاللام فى قوله لما بمعنى على، و الظرف لغو متعلق بيقال على
التقديرين، و ما فى قوله لما نكرة موصوفة واقعة على معان. أى: معان تتوقف إلخ. و
هى المبادىء العشرة و ظاهره كانت متقدمة أولا بأن كانت فى الأثناء. إن قلت: أصل
الشروع فى مسائل العلم إنما يتوقف على تصور العلم بوجه، و ذلك يحصل بالرسم.
فيقتضى أن
مقدمة العلم اسم للرسم خاصة، و هذا ينافى ما ذكره العلامة السيد فى شرح المفتاح من
أن مقدمة العلم اسم لما يتوقف عليه تصور العلم بوجه، و ذلك كالرسم أو تصوره بالذات
و الحقيقة، و ذلك كالحد أو الشروع فيه على بصيرة، و ذلك كالموضوع و الفائدة و
الغاية و غيرها من بقية المبادئ العشرة المشهورة. قلت: المراد بالشروع الشروع من
حيث هو، فيشمل أصل الشروع و الشروع على بصيرة، فتشمل المقدمة
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 132