نام کتاب : الإيضاح في علوم البلاغة، المعاني و البيان و البديع نویسنده : خطیب قزوینی جلد : 1 صفحه : 20
المنابع و المناهج لاستنباط القواعد النحويّة
العلوم الاستنباطيّة كالفقه لها منابع للاستدلال على قواعدها كالقرآن
و السنّة و الإجماع و العقل، و لها مناهج و مسالك في التمسك بها عليها كالسيرة
الأخباريّة أو الأُصوليّة في الأُسلوب الفقهي. و لعلم النحو أيضا منابع خاصة يؤخذ
منها القواعد و يرجع النحوي إليها في استنباط القواعد و اختُلِفَ في عددها، فذهب
المشهور إلى أنّها أربعة: السماع و الإجماع- و المراد منه اتفاق أهل البصرة و
الكوفة- و القياس[1]و الاستصحاب.[2]و ذهب ابن جنّي إلى أنّها ثلاثة بحذف الاستصحاب و ابن الأنبارى إلى
أنّها ثلاثة أيضا بحذف الإجماع.
و لا يخفى عليك أنّ المهم في المنابع هو السماع ممّن وقع في الزمن
الخاصة و هي الجاهليّة و المخضرميّة و المقدّميّة بخلاف المولديّة كما قيل: أوّل
من لم يصحّ الأخذ منه بشّار ابن برد، و في الأمكنة الخاصّة و هي مكة و ما حولها
فلا يصحّ من حواشي البلاد العربيّة و حدودها فلا يصحّ الأخذ من لخم و لا من جذام
فإنّهم كانوا مجاورين لأهل مصر و القبط، و لا من غسّان، و لا من إياد لأنّهم كانوا
مجاورين لأهل الشام و أكثرهم نصارى، و لا من تغلب و لا من النمر فإنّهم كانوا
بالجزيرة مجاورين لليونانيّة و مخالطين بهم، و لا من سكان البحرين لمجاورتهم للفرس
و لا من أزد عمان لمجاورتهم لأهل هند و هكذا.[3]
و في صورة التعارض بين الأدلة فالترجيح لما هو الأكثر استعمالا كما
في تعارض بين دليل بقاء جرّ المجرور بعد حذف جارّه و بين دليل تبديله بالنصب، فذهب
جماعة إلى الأوّل و دليلهم نحو قول الفرزدق:
[1] . و المراد من «القياس» هو حمل
غير المنقول على المنقول إذا كان في معناه. و هو فى العربيّة على أربعة أقسام:
حمل فرع على أصل، و حمل أصل على فرع، و حمل نظير على نظير، و حمل
ضد على ضدّ. يسمى الأوّل و الثّالث «القياسالمساوي» و الثّاني «القياسالأولى» و الرّابع «القياسالأدون».
[2] . و المراد من «الاستصحاب» هو إبقاء
حال اللفظ على ما يستحقّه في الأصل عند عدم دليل النقل عن الأصل.