الأوّل: أفعال القلوب كلّها تتصرّف تصرّفاً تامّاً غير «هَبْ» و «تَعَلَّمْ» فيلازمان الأمر، و يعمل ما يشتقّ منها عمل أصله، كقوله تعالى:وَ ما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ
كاذِبِينَ.[4]
الثّاني: تختصّ أفعال القلوب[5]غير «هَبْ» و «تَعَلَّمْ» بجواز كون فاعلها و
مفعولها الأوّل ضميرين متّصلين صاحبهما واحد، نحو: «علمتُنيفانياً» و «ظَنَنْتَكَباقياً».[6]
بخلاف سائر الأفعال، فلا يقال: «ظلمتُني» بل تضاف إلى المفعول كلمة «نفس»، كقوله تعالى:قالَتْ
رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَ أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ
الْعالَمِينَ.[7]
الثّالث: قد تعمل في المبتدأ و الخبر أفعال تسمّى ب «أفعالالتصيير»[8]و تنصبهما على أنّهما مفعولان لها
بعد استيفاءها الفاعل كأفعال القلوب و هي:
[5] . كذا «رأى» الحلمية، أى: الرويا في المنام و البصريّة، كقوله تعالى:إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً. (يوسف
(12) :
36).
[6] . و قول أمير المؤمنين عليّ بن
أبي طالب عليه السّلام: «أيبُنَيَّ إنِّي لَمّا رَأَيْتُنِي قَدْ بَلَغْتُ سِنَّاً وَ
رَأَيْتُنِي أَزدادَ وَهنا بادَرْتُ بِوَصِيَّتِي إِلَيْكَ.» (نهج
البلاغة، الكتاب 31، ص 912.)
[8] . و تدلّ هذه الأفعال على
صيرورة المبتدأ و تحوّله بحال الخبر و اتصافه بمعناه و لهذا يقال لها أفعال
التصيير و كلّها تتصرّف إلّا «وَهَبَ» فإنّها ملازمة للماضي.
نام کتاب : الإيضاح في علوم البلاغة، المعاني و البيان و البديع نویسنده : خطیب قزوینی جلد : 1 صفحه : 141