الأوّل: جواز الإلغاء- و هو إبطال عمل أفعال القلوب لفظاً و محلّا- و
ذلك عند توسّطها بين المفعولين أو تأخّرها عنهما، تقول: «عليّإمامٌ علمت» و «عليّعلمت إمام» بالإهمال فهما مرفوعان على أصلهما، و «عليّاًإماماً علمت» و «عليّاًعلمت إماماً»
بالإعمال.
الثّاني: وجوب التعليق- و هو إبطال عملها لفظاً لا محلّا- و ذلك عند
وقوع ألفاظ[4]لها الصدارة بعدها،
نحو: «علمتهل عليّ قائم» و
منه قوله تعالى:لَقَدْ
عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ[5]ولِنَعْلَمَ
أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً.[6]
و اعلم أنّ الإلغاء و التعليق لا يجريان في «هَبْ» و «تَعَلَّمْ» لأنّهما لا يتوسطان
بين معموليهما و لا تقع ألفاظ التعليق بعدهما.
الثّالث: جواز حذف مفعولي هذه الأفعال أو أحدهما لدليل،[7]كقوله تعالى:وَ لا
يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ
خَيْراً لَهُمْ،[8]أي: لا يحسبنّ
الذين يبخلون ... البخل خيراً لهم. و قول الكميت:
[4] . و هي: «لا،إنْ، ما» النافيات و لام الابتداء و لام القسم و «كم» الخبريّة و «لو» و «لعلّ» و أداة
الاستفهام اسماً كانت أو حرفاً، و سواء كانت إحدى ركني الجملة أو كانت فضلة، كما
ترى في الآيتين في المتن.