(و العادم النّظير) السّابق [1] يكون (ذا قصر و ذا مدّ بنقل) من العرب (كالحجى) بالقصر للعقل (و كالحذاء) بالمدّ للنّعل.
و قصر ذي المدّ اضطرارا مجمع
عليه و العكس بخلف يقع
(و قصر ذي المدّ اضطرارا مجمع عليه) [2] كقوله:
لا بدّ من صنعا و إن طال السّفر [3]
[و إن تحنّي كلّ عود و دبر]
(و العكس) و هو مدّ المقصور اضطرارا (بخلف) بين البصريّين و الكوفيّين (يقع) فمنعه الأوّلون و أجازه الآخرون محتجّين بنحو قوله:
يا لك من تمر و من شيشاء
ينشب في المسعل اللّهاء [4]
[1] أي: ما لا نظير له يستحقّ أن يكون قبل آخره ألفا قد يأتي بالقصر كالحجي و قد يأتي بالمدّ كحذاء.
[2] يعني مجيء الممدود مقصورا في ضرورة الشعر إجماعي لا خلاف فيه بين النحاة.
[3] بعده (و إن تحني كل عود و دبر) صنعاء بلد معروف عاصمة اليمن الشمال كثير الأشجار و المياه يشبه دمشق في طيب مناخه.
معني البيت أنه لا بدّ من السفر إلى صنعاء و إن صار السفر طويلا و إن انعوج ظهر كل بعير مسنّة و كلّ بعير مجروح.
الشاهد: في مجيء (صنعاء) مقصورا للضرورة.
[4] الشيشاء بكسر الأول التمر الجافّ الذي لم يشتدّ نواه و المسعل موضع السعال من الحلق و اللهاء اللحمة في أقصي الحلق و يسمّي باللسان الصغير.
يعني ليتك تحصّل تمرا و شيشاء يلصق بأقصي حلقك.
الشاهد: في مجيء اللهاء ممدودة في البيت للضرورة، و هي مقصورة في الأصل.