responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلاغة الواضحة، البيان و المعاني و البديع للمدارس الثانوية نویسنده : علی جارم    جلد : 0  صفحه : 46

(3) و قال أبو الطيب:

من يهن يسهل الهوان عليه‌

 

ما لجرح بميّت إيلام‌

 

البحث:

قد ينحو الكاتب أو الشاعر منحى من البلاغة يوحى فيه بالتشبيه من غير أن يصرّح به فى صورة من صوره المعروفة [1]، يفعل ذلك نزوعا إلى الابتكار؛ و إقامة للدليل على الحكم الذى أسنده إلى المشبه، و رغبة فى إخفاء التشبيه؛ لأن التشبيه كلما دقّ و خفى كان أبلغ و أفعل فى النفس.

انظر بيت أبى تمام فإنه يقول لمن يخاطبها: لا تستنكرى خلوّ الرجل الكريم من الغنى فإن ذلك ليس عجيبا لأن قمم الجبال و هى أشرف الأماكن و أعلاها لا يستقر فيها ماء السيل. ألم تلمح هنا تشبيها؟ أ لم تر أنه يشبه ضمنا الرجل الكريم المحروم الغنى بقمّة الجبل و قد خلت من ماء السيل؟

و لكنه لم يضع ذلك صريحا بل أتى بجملة مستقلة و ضمنها هذا المعنى فى صورة برهان.

و يقول ابن الرومى: إنّ الشابّ قد يشيب و لم تتقدم به السن، و إن ذلك ليس بعجيب فإن الغصن الغض الرطب قد يظهر فيه الزهر الأبيض.

فابن الرومى هنا لم يأت بتشبيه صريح فإنه لم يقل: إن الفتى و قد و خطه‌


[1] صور التشبيه المعروفة هى ما يأتى:

ما ذكرت فيه الأداة نحو الماء كاللجين. أو حذفت و المشبه به خبر نحو الماء لجين و كان الماء لجينا. أو حال نحو سال الماء لجينا. أو مصدر مبين للنوع مضاف نحو صفا الماء صفاء اللجين.

أو مضاف إلى المشبه نحو سال لجين الماء أو مفعول به ثان لفعل من أفعال اليقين و الرجحان نحو علمت الماء لجينا، أو صفة على التأويل بالمشتق نحو سال ماء لجين، أو أضيف المشبه إلى المشبه به بحيث يكون الثانى بيانا للأول نحو ماء اللجين أى ماء هو اللجين. أو بين المشبه بالمشبه به نحو جرى ماء من لجين.

نام کتاب : البلاغة الواضحة، البيان و المعاني و البديع للمدارس الثانوية نویسنده : علی جارم    جلد : 0  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست