responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلاغة الواضحة، البيان و المعاني و البديع للمدارس الثانوية نویسنده : علی جارم    جلد : 0  صفحه : 34

(4) و قال المتنبى فى سيف الدولة:

يهزّ الجيش حولك جانبيه‌

 

كما نفضت جناحيها العقاب‌ [1]

 

(5) و قال السّرىّ الرّفّاء:

و كأنّ الهلال نون لجين‌

 

غرقت فى صحيفة زرقاء

 

البحث:

يشبّه البحترى ممدوحه بالبحر فى الجود و السماح، و ينصح للناس أن يقتربوا منه ليبتعدوا من الفقر، و يشبه امرؤ القيس الليل فى ظلامه و هوله بموج البحر، و أنّ هذا الليل أرخى حجبه عليه مصحوبة بالمهموم و الأحزان ليختبر صبره و قوة احتماله. و إذا تأملت وجه الشبه فى كل واحد من هذين التشبيهين رأيت أنه صفة أو صفات اشتركت بين شيئين ليس غير، هى هنا اشتراك الممدوح و البحر فى صفة الجود، و اشتراك الليل و موج البحر فى صفتين هما الظلمة و الروعة. و يسمى وجه الشبه إذا كان كذلك مفردا، و كونه مفردا لا يمنع من تعدد الصفات المشتركة، و يسمى التشبيه الذى يكون وجه الشبه فيه كذلك تشبيها غير تمثيل.

انظر بعد ذلك إلى التشبيهات التالية:

يشبه أبو فراس حال ماء الجدول، و هو يجرى بين روضتين على شاطئيه حلّاهما الزّهر ببدائع ألوانه منبثّا بين الخضرة الناضرة، بحال سيف لماع لا يزال فى بريق جدّته، و قد جرّده القيون على بساط من حرير مطرّز. فأين وجه الشبه؟ أتظنّ أن الشاعر يريد أن يعقد تشبيهين:

الأول تشبيه الجدول بالسيف، و الثانى تشبيه الروضة بالبساط الموشّى؟


[1] العقاب: طائر كاسر معروف بالعز و المنعة، و يضرب به المثل فى ذلك فيقال:

«أمنع من عقاب الجو» و هو خفيف الجناح سريع الطير.

نام کتاب : البلاغة الواضحة، البيان و المعاني و البديع للمدارس الثانوية نویسنده : علی جارم    جلد : 0  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست