قد يخاطبك إنسان أو يسألك سائل عن أمر من الأمور فتجد من نفسك ميلا
إلى الإعراض عن الخوض فى موضوع الحديث أو الإجابة عن السؤال لأغراض كثيرة منها أن
السائل أعجز من أن يفهم الجواب على الوجه الصحيح، و أنه يجمل به أن ينصرف عنه إلى
النظر فيما هو أنفع له و أجدى عليه، و منها أنك تخالف محدثك فى الرأى و لا تريد أن
تجبهه برأيك فيه. و فى تلك الحال و أمثالها تصرفه فى شىء من اللباقة عن الموضوع
الذى هو فيه إلى ضرب من الحديث تراه أجدر و أولى.
انظر إلى المثال الأول تجد أن أصحاب الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم
سألوه عن الأهلة، لم تبدو صغيرة ثم تزداد حتى يتكامل نورها ثم تتضاءل حتى لا ترى،
و هذه مسأله من مسائل علم الفلك يحتاج فى فهمها إلى دراسة
[1]هو أبو عبد اللّه بن أحمد البغدادى، شاعر فكه
مقتدر علىّ المعانى التى يديرها، كثير الهزل و الفحش فى شعره و له ديوان شعر كبير،
توفى سنة 391 ه.