تأمل الأمثلة السابقة تجد فى كل مثال كلمتين تجانس إحداهما الأخرى و
تشاكلها فى اللفظ مع اختلاف فى المعنى؛ و إيراد الكلام على هذا الوجه يسمى جناسا.
ففى المثال الأول من الطائفة الأولى تجد أن لفظ «الساعة» مكرر مرتين، و أن معناه مرة يوم القيامة، و مرة إحدى الساعات
الزمانية، و فى المثال الثانى ترى «يحيى» مكررا
مع اختلاف المعنى. و اختلاف كل كل كلمتين فى المعنى على هذا النحو مع اتفاقهما فى
نوع الحروف و شكلها و عددها و ترتيبها يسمى جناسا تامّا.
و إذا تأمّلت كلّ كلمتين متجانستين فى الطائفة الثانية رأيت أنهما
اختلفتا فى ركن من أركان الوفاق الأربعة المتقدمة، مثل تقهر و تنهر، و نهاك و
نهاك. و الجوى و الجوانح، و بين و بنى، على ترتيب الأمثلة، و يسمى ما بين كل كلمتين.
هنا من تجانس جناسا غير تام.
[1]هو أبو حفص عمر بن على بن مرشد، أشعر
المتصوفين، أصله من حماة، و مولده فى القاهرة، و له ديوان شعر، و توفى بمصر سنة
632 ه و قبره معروف يزار.