responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلاغة الواضحة، البيان و المعاني و البديع للمدارس الثانوية نویسنده : علی جارم    جلد : 0  صفحه : 211

بالهمزة الموضوعة للقريب، فما السبب البلاغى هنا؟ السبب أن أبا الطيب أراد أن يبيّن أن المنادى على الرغم من بعده فى المكان، قريب من قلبه مستحضر فى ذهنه لا يغيب عن باله، فكأنه حاضر معه فى مكان واحد. و هذه لطيفة بلاغيّة تسوغ استعمال الهمزة و أى فى نداء البعيد.

انظر إلى الأمثلة الثلاثة الباقية تجد المنادى فى كل منها قريبا، و لكن المتكلم استعمل فيها أحرف النداء الموضوعة للبعيد فما سبب هذا؟

السبب أن المنادى فى المثال الثانى جليل القدر خطير الشأن فكأن بعد درجته فى العظم بعد فى المسافة، و لذلك اختار المتكلم فى ندائه الحرف الموضوع لنداء البعيد ليشير إلى هذا الشأن الرفيع. و أما فى المثال الثالث فلأن المخاطب فى اعتقاد المتكلم وضيع الشأن صغير القدر فكأن بعد درجته فى الانحطاط بعد فى المسافة. و أما فى المثال الأخير فلأن المخاطب لغفلته و ذهوله كأنه غير حاضر مع المتكلم فى مكان واحد.

و قد تخرج ألفاظ النداء عن معناها الأصلى و هو طلب الإقبال إلى معان أخرى تستفاد من القرائن، و من هذه المعانى ما يأتى:

(1) الزجر كقوله:

يا قلب ويحك ما سمعت لناصح‌

 

لمّا ارتميت و لا اتّقيت ملاما

 

(2) التحسر و التوجع نحو قوله:

أ يا قبر معن كيف واريت جوده‌

 

و قد كان منه البرّ و البحر مترعا

 

(3) الإغراء كقولك لمن أقبل يتظلم: يا مظلوم تكلم.

القواعد:

(52) النّداء طلب الإقبال بحرف نائب مناب أدعو.

(53) أدوات النّداء ثمان: الهمزة، و أى، و يا، و آ، و آى و أيا، و هيا، و وا.

نام کتاب : البلاغة الواضحة، البيان و المعاني و البديع للمدارس الثانوية نویسنده : علی جارم    جلد : 0  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست