نام کتاب : البلاغة الواضحة، البيان و المعاني و البديع للمدارس الثانوية نویسنده : علی جارم جلد : 0 صفحه : 207
البحث:
الأمثلة المتقدمة جميعها من باب الإنشاء الطلبى. و إذا تأملت المطلوب
فى كل مثال وجدته أمرا محبوبا لا يرجى حصوله، إما لكونه مستحيلا كما فى الأمثلة
الأربعة الأولى، و إما لكونه ممكنا غير مطموع فى نيله كما فى المثال الأخير، و
يسمى هذا الضرب من الإنشاء بالتمنى.
و الأدوات التى أفادت التمنى فى الأمثلة المتقدمة هى: ليت، و هل، و
لو، و لعلّ: غير أن الأداة الأولى أفادته بأصل الوضع، أما الثلاث الأخرى فإنها
استعملت فيه للطائف بلاغيّة.
هذا و إذا كان المطلوب المحبوب ممكنا مطموعا فى حصوله كان طلبه ترجيا،
و يعبر فيه بلعل و عسى، و قد تستعمل فيه ليت لسبب يقصده البليغ كما فى قول أبى
الطيب:
فيا ليت ما بينى و بين أحبّتى
من البعد ما بينى و بين المصائب
القواعد:
(49) التّمنّى طلب أمر محبوب لا يرجى حصوله، إمّا
لكونه مستحيلا، و إمّا لكونه ممكنا غير مطموع فى نيله.
(50) و
اللّفظ الموضوع للتّمنّى ليت، و قد يتمنّى بهل، و لو، و لعلّ، لغرض بلاغىّ[1].
(51) إذا كان الأمر المحبوب ممّا يرجى حصوله كان طلبه
ترجّيا، و يعبّر فيه بلعلّ أو عسى، و قد تستعمل فيه ليت لغرض بلاغىّ[2].
[1]الغرض فى هل و لعل، هو إبراز المتمنى فى صورة
الممكن القريب الحصول؛ لكمال العناية به و التشوق إليه، و الغرض فى لو الإشعار
بعزة المتمنى و ندرته؛ لأن المتكلم يبرزه فى صورة الممنوع، إذ أن لو تدل بأصل
وضعها على امتناع الجواب لامتناع الشرط.
[2]الغرض هو إبراز المرجو فى صورة المستحيل مبالغة
فى بعد نيله.
نام کتاب : البلاغة الواضحة، البيان و المعاني و البديع للمدارس الثانوية نویسنده : علی جارم جلد : 0 صفحه : 207