(9) و قال تعالى: «سَواءٌعَلَيْنا أَ وَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ».
(10) و قال تعالى: «فَهَلْلَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا؟»
(11) و قال تعالى: «هَلْأَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ؟»
البحث:
عرفت فيما مضى ألفاظ الاستفهام و معانيها الحقيقية. و هنا نريد أن
نبين لك أن هذه الألفاظ قد تخرج إلى معان أخرى تستفاد من السياق.
تدبر الأمثلة المتقدمة تجد البحترى فى المثال الأول لا يسأل عن شىء،
و إنما يريد أن يقول ما الدهر إلّا شدة سرعان ما تنجلى، و ما هو إلا ضيق يعقبه
فرج، فلفظة هل فى كلامه إنما جاءت للنفى لا لطلب العلم بشىء كان مجهولا.
و أبو الطيب فى المثال الثانى إنما ينكر على الأعداء ارتيابهم فى علا
كافور و التماسهم البراهين على ما كتبه اللّه له من النصر و اختصه به من الجدّ
السعيد، بعد أن رأوا كيف يتردى فى المهالك كل من أراد به شرّا، و كيف يصيب الزمان
كل من نوى له سوءا، فالاستفهام فى البيت لا يفيد معنى سوى الإنكار.
[1]نسارى: من السرى و هو مشى الليل، يقول: حتى متى
نسرى مع النجم فى الليل، و هو لا يسرى على خف كالإبل و لا على قدم كالناس، فلا
يتعب مثلنا و مثل مطايانا.
[2]يريد ببنت الدهر: الحمى التى أصيب بها، و بنات
الدهر: شدائده و مصائبه. يقول للحمى: عندى كل نوع من أنواع الشدائد، فكيف لم يمنعك
ازدحامها من الوصول إلى.
نام کتاب : البلاغة الواضحة، البيان و المعاني و البديع للمدارس الثانوية نویسنده : علی جارم جلد : 0 صفحه : 198