نام کتاب : البلاغة الواضحة، البيان و المعاني و البديع للمدارس الثانوية نویسنده : علی جارم جلد : 0 صفحه : 179
و إذا تدبرت المثال السابع وجدت امرأ القيس يتخيّل صاحبين يستوقفهما
و يستبكيهما جريا على عادة الشعراء، إذ يتخيل أحدهم أن له رفيقين يصطحبانه فى غدوّه
و رواحه، فيوجه إليهما الخطاب، و يفضى إليهما بسره و مكنون صدره، و صيغة الأمر إذا
صدرت من رفيق لرفيقه أو من ندّ لندّه لم يرد بها الإيجاب و الإلزام، و إنما يراد
بها محض الالتماس.
و امرؤ القيس أيضا فى المثال الثامن لم يأمر الليل و لم يكلفه شيئا؛
لأن الليل لا يسمع و لا يطيع، و إنما أرسل صيغة الأمر و أراد بها التمنى.
و إذا تدبرت الأمثلة الباقية و تعرفت سياقها و أحطت بما يكنفها من
قرائن الأحوال، أدركت أن صيغ الأمر فيها لم تأت للدلالة على المعنى الأصلى، و إنما
جاءت لتفيد التخيير، و التسوية، و التعجيز، و التهديد و الإباحة على الترتيب.
القواعد:
(37) الأمر طلب الفعل على وجه الاستعلاء.
(38) للأمر
أربع صيغ: فعل الأمر، و المضارع المقرون بلام الأمر و اسم فعل الأمر، و المصدر
النّائب عن فعل الأمر.
(39) قد
تخرج صيغ الأمر عن معناها الأصلىّ إلى معان أخرى تستفاد من سياق الكلام، كالإرشاد،
و الدّعاء، و الالتماس، و التّمنّى، و التّخيير، و التّسوية، و التّعجيز، و
التّهديد، و الإباحة.
نموذج
لبيان صيغ الأمر و تعيين المراد من كل صيغة فيما يأتى:
(1) قال
تعالى خطابا ليحيى عليه السّلام: «خُذِالْكِتابَ بِقُوَّةٍ».
نام کتاب : البلاغة الواضحة، البيان و المعاني و البديع للمدارس الثانوية نویسنده : علی جارم جلد : 0 صفحه : 179