responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلاغة الواضحة، البيان و المعاني و البديع للمدارس الثانوية نویسنده : علی جارم    جلد : 0  صفحه : 116

البحث:

انظر إلى المثالين الأولين تجد أن الفعل فى كل منهما أسند إلى غير فاعله، فإن العكاز لا يمشى، و الأمير لا يبنى، و إنما يسير صاحب العكاز، و يبنى عمّال الأمير، و لكن لما كان العكاز سببا فى المشى و الأمير سببا فى البناء أسند الفعل إلى كل منهما.

ثم انظر إلى المثالين التاليين تجد أن الصوم أسند إلى ضمير النهار، و القيام أسند إلى ضمير الليل، و الازدحام أسند إلى الشوارع، مع أن النهار لا يصوم، بل يصوم من فيه، و الليل لا يقوم، بل يقوم من فيه، و الشوارع لا تزدحم، بل يزدحم الناس بها، فالفعل أو شبهه فى هذين المثالين أسند إلى غير ما هو له، و الذى سوّغ ذلك الإسناد أن المسند إليه فى المثالين زمان الفعل أو مكانه.

و فى المثال الخامس أسند الفعلان «جدّ» و «كدّ» إلى مصدريهما و لم يسندا إلى فاعليهما. و فى المثال السادس يقول الحطيئة لمن يهجوه: «و اقعد فإنك أنت الطاعم الكاسى» فهل تظن أنه بعد أن يقول: لا ترحل لطلب المكارم يقول له: إنك تطعم غيرك و تكسوه؟ لا. إنما أراد اقعد كلّا [1] على غيرك مطعوما مكسوّا فأسند الوصف المسند للفاعل إلى ضمير المفعول.

و فى المثالين الأخيرين جاءت كلمة «مستورا» بدل ساتر و «مأتيّا» بدل آت، فاستعمل اسم المفعول مكان اسم الفاعل، و إن شئت فقل أسند الوصف المبنىّ للمفعول إلى الفاعل.

فأنت ترى من الأمثلة كلها أنّ أفعالا أو ما يشبهها لم تسند إلى فاعلها الحقيقى، بل إلى سبب الفعل أو زمانه أو مكانه أو مصدره، و أنّ صفات كانت من حقها أن تسند إلى المفعول أسندت إلى الفاعل.

و أخرى كان يجب أن تسند إلى الفاعل أسندت إلى المفعول، و من‌


[1] الكل: من يعوله غيره.

نام کتاب : البلاغة الواضحة، البيان و المعاني و البديع للمدارس الثانوية نویسنده : علی جارم    جلد : 0  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست