responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلاغة الواضحة، البيان و المعاني و البديع للمدارس الثانوية نویسنده : علی جارم    جلد : 0  صفحه : 105

(7)

اشرح قول المتنبى بإيجاز، و اذكر ما أعجبك فيه من التصوير البيانى:

رمانى الدّهر بالأرزاء حتى‌

 

فؤادى فى غشاء من نبال‌ [1]

فصرت إذا أصابتنى سهام‌

 

تكسّرت النّصال على النصال‌ [2]

 

(5) بلاغة الاستعارة

سبق لك أن بلاغة التشبيه آتية من ناحيتين: الأولى تأليف ألفاظه، و الثانية ابتكار مشبه به بعيد عن الأذهان، لا يجول إلا فى نفس أديب وهب اللّه له استعدادا سليما فى تعرّف وجوه الشّبه. الدقيقة بين الأشياء، و أودعه قدرة على ربط المغانى و توليد بعضها من بعض إلى مدى بعيد لا يكاد ينته.

و سرّ بلاغة الاستعارة لا يتعدى هاتين الناحيتين، فبلاغتها من ناحية اللفظ أنّ تركيبها يدل على تناسى التشبيه، و يحملك عمدا على تخيّل صورة جديدة تنسيك روعتها ما تضمّنه الكلام من تشبيه خفى مستور.

انظر إلى قول البحترى فى الفتح بن خاقان:

يسمو بكف على العافين حانية

 

تهمى و طرف إلى العلياء طمّاح‌ [3]

 

أ لست ترى كفه و قد تمثّلت فى صورة سحابة هتّانة تصبّ وبلها على العافين السائلين، و أنّ هذه الصورة قد تملكت عليك مشاعرك فأذهلتك عما اختبأ فى الكلام من تشبيه؟


[1] الأرزاء: المصائب، و الغشاء: الغلاف، و النبال: السهام العربية، يقول: كثرت على مصائب الدهر حتى لم يبق من قلبى موضع إلا أصابه سهم منها فصار فى غلاف من السهام.

[2] النصال: حدائد السهام، يقول: صرت بعد ذلك إذا أصابتنى سهام من تلك المصائب لا تجد لها موضعا تنفذ منه إلى قلبى، و إنما تقع نصالها على نصال السهام التى قبلها فتنكسر عليها.

[3] العافين: سائلى المعروف، و حانية: عاطفة شفيقة، و تهمى: تسيل، و الطرف:

البصر، و الطماح: الذى يغالى فى طلب المعالى و السعى وراءها.

نام کتاب : البلاغة الواضحة، البيان و المعاني و البديع للمدارس الثانوية نویسنده : علی جارم    جلد : 0  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست