نام کتاب : الأشباه و النظائر في النحو نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 4 صفحه : 90
و هذا القول باطل بأمور:
أحدها: أنّ الفاء لا تحذف إلّا في الشعر.
الثاني: أنّ القاعدة في اجتماع ذوي جواب أن يجعل الجواب السّابق
منهما.
و الثالث: أنّه لا يتأتّى له في نحو قوله[1]: [البسيط]
إن تستغيثوا بنا إن تذعروا ..
...
البيت، لأنّ الذّعر مقدّم على الاستغاثة.
فهذا ما بلغنا من الأقوال في هذه المسألة و ما حضرنا فيها من
المباحث. و تحرّر لنا أنّه إذا قيل: «إنتذعروا إن تستغيثوا بنا تجدوا» أو «إنتتوضّأ إن صلّيت أثبت» كان كلاما باطلا لما قرّرناه من أنّ الصحيح
أنّ الجواب للشرط الأوّل، و أنّ جواب الثاني محذوف مدلول عليه بالشرط الأل و
جوابه، فيجب أن يكون الشرط الأوّل و جوابه مسبّبين عن الشّرط الثاني، و الأمر فيما
ذكرت بالعكس. و الصواب أن يقال:
«إنصلّيت إن توضّأت أثبت» بتقدير: إن توضّأت فإن
صلّيت أثبت. و كنّا قدّمنا أنّه يعترض أكثر من شرطين، و تمثيل ذلك: «إنأعطيتك إن وعدتك إن سألتني فعبدي حرّ»[2]، فإن وقع السؤال أولا، ثمّ الوعد، ثمّ الإعطاء،
وقعت الحرّية. و إن وقعت على غير هذا الترتيب فلا حريّة على القول الأوّل، و هو
الصحيح. و يأتي فيه ذلك الخلاف في التّوجيه، فالجمهور يقولون: (فعبدي حرّ) جواب
(إن أعطيتك)، و (إن أعطيتك فعبدي حرّ) دالّ على جواب (إن وعدتك). و هذا كلّه دال
على جواب (إن سألتني)، و كأنّه قيل: إن سألتني فإن وعدتك فإن أعطيتك فعبدي حرّ.
و عند ابن مالك: أنّ المعنى: إن أعطيتك واعدا لك سائلا إيّاي فعبدي
حرّ.
ف (واعدا) حال من فاعل (أعطيتك) و (سائلا) حال من مفعوله. و قوله
(فعبدي حرّ) جواب للشّرط الأوّل. هذا مقتضى قوله في الشرطين و هو ضعيف- و اللّه
أعلم-.
الكلام على إعراب قوله تعالى:خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِفإنه من المهمات
قال[3]ابن هشام في
(المغني) في باب التحذير من أمور اشتهرت بين المعربين و الصّواب خلافها: «السابععشر: قولهم في نحو:خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ