نام کتاب : الأشباه و النظائر في النحو نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 4 صفحه : 8
و معناه: و حاملا رمحا، لأنّ التّقلّد نوع من الحمل، و لأجل هذا الذي
ذكرناه من حكم العطف بالواو قلنا في قوله تعالى:وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ
أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ [المائدة: 6]، في قراءة من خفض الأرجل: إنّ الأرجل تغسل و الرّؤوس
تمسح، و لم يوجب عطفها على الرّؤوس أن تكون ممسوحة كمسح الرؤوس، لأنّ العرب تستعمل
المسح على معنيين:
أحدهما: النّضح، و الآخر الغسل، حكى أبو زيد: تمسّحت للصلاة أي:
أراد أنّه غسله ليحلب فيه، فلمّا كان المسح نوعين أوجبنا لكلّ عضو ما
يليق به، إذ كانت واو العطف كما قلنا إنّما توجب الاشتراك في نوع الفعل و جنسه لا
في كميته و لا في كيفيته، فالنّضح و المسح جمعهما جنس الطّهارة كما جمع تقلّد
السيف و حمل الرّمح جنس التّأهّب للحرب و التّسلّح، و هكذا قولنا:بسم اللّه الرحمن الرحيم و صلّى اللّه
على سيّدنا محمّد،و إن كان الإخبار و الدعاء قد اختلفا فإنّهما قد اتّفقا في معنى
التّقدمة و الاستفتاح أو في معنى التّبرّك و الاستنجاح، فإن قال قائل: قد أنكر
النحويون أن يقال: ليت زيدا قائم و عمر بالرفع عطفا على موضع ليت و ما عملت فيه، و
هل ذلك إلّا من أجل اختلاف الجملتين بأن إحداهما تصير خبرا و الثانية تمنيا؟
فالجواب: أنّ هذا الذي توهّمته لا يصحّ من وجهين:
أحدهما: أن إنكار النحويين العطف على موضع (ليت) ليس من أجل ما
ظننته، و إنّما منعوه لأنّ (ليت) قد أبطلت الابتداء فلم تبق له لفظا و لا تقديرا،
و لو كان لليت و معمولها موضع و عطف عمر عليه لم يكن عطف خبر على تمنّ كما
توهّمته، و إنّما كان يكون عطف خبر على خبر لأنّ التمني إنما كان لعامل اللفظ دون
الموضع لو كان هناك موضع.
و الوجه الثاني: أنّ قولنا: ليت زيدا قائم و عمر لا يعدّ جملتين، و
إنما يعدّ جملة واحدة، لأنّ الخبر الذي كان يتم الجملة الثانية سقط استغناء بخبر
الاسم الأول، و لو قلت: ليت زيدا قائم و ليت عمرا قائم لكانتا جملتين، و هذا
كقوله: قام زيد و قام عمر، فيكون الكلام جملتين، فإذا قلت: قام زيد و عمر صارت
جملة واحدة، و يدلّ
[576] - الرجز لأبي نخيلة في لسان العرب (قأب)، و بلا نسبة في لسان
العرب (شلا)، و مجمل اللغة (3/ 174)، و مقاييس اللغة (3/ 209)، و أساس البلاغة
(شلو)، و تاج العروس (شلا).
نام کتاب : الأشباه و النظائر في النحو نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 4 صفحه : 8