و قال قوم: ركيّة جهنام إذا كانت بعيدة القعر، فإن كانت جهنّم عربيّة
فيجوز أن يكون من هذا، و زعم قوم أنّه يقال: أحمر جهنام إذا كان شديد الحمرة و لا
يمتنع أن يكون اشتقاق جهنّم منه.
فأما سقر فإن كان عربيّا فهو مناسب لقولهم صقرته الشّمس: إذا آلمت
دماغه يقال بالسّين و الصّاد قال ذو الرّمّة: [الطويل]
و السّين و الصاد يتعاقبان في الحرف إذا كان بعدهما قاف أو خاء أو
غين أو طاء، تقول: سقب و صقب و سويق و صويق، و بسط و بصط، و سلغ الكبش و صلغ.
فيقول مالك: ما أجهلك و أقلّ تمييزك ما جلست هنا للتّصريف و إنّما
جلست لعقاب الكفرة و القاسطين.
مخاطبة الاثنين بلفظ واحد:
و هل أقول للسائق و الشّهيد اللّذين ذكرا في كتاب اللّه عزّ و جلّ
قوله:وَ جاءَتْ
كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَ شَهِيدٌ [ق: 21]، يا صاح أنظراني فيقولان: تخاطبنا مخاطبة الواحد و نحن اثنان!
فأقول ألم تعلما أنّ ذلك جائز من الكلام، و في الكتاب العزيز:وَ قالَ قَرِينُهُ هذا ما لَدَيَّ
عَتِيدٌ. أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ [ق: 23- 24] فوحّد القرين و ثنّي في الأمر كما قال الشاعر: [الطويل]
[715] - الشاهد لذي الرمة في ديوانه (ص 1458)، و لسان العرب (ذوب)
و (صقر) و (ربع) و (عبل)، و تهذيب اللغة (2/ 375)، و تاج العروس (ذوب) و (صقر) و
(عبل)، و أساس البلاغة (ذوب)، و كتاب العين (5/ 60)، و بلا نسبة في جمهرة اللغة (ص
366)، و مقاييس اللغة (2/ 314).
[716] - الشاهد لسويد بن كراع العكلي في لسان العرب (جزز)، و
التنبيه و الإيضاح (2/ 239)، و تاج العروس (جزز)، و بلا نسبة في جمهرة اللغة (ص
839)، و المخصص (2/ 5).
نام کتاب : الأشباه و النظائر في النحو نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 4 صفحه : 199