نام کتاب : الأشباه و النظائر في النحو نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 4 صفحه : 158
و افترقوا. فرأيت أنّ الناظر في ذلك لا يحصل منه بعد الكدّ و التّعب
إلّا على الاضطراب و الشّغب. فاستخرت اللّه في وضع تأليف مهذّب أبيّن فيه ما أجمل،
و استئناف تصنيف مرتّب، أورد فيه ما أهل و سمّيته: (فوح الشّذا بمسألة كذا)، و
باللّه تعالى أستعين و هو حسبي و نعم المعين و لا حول و لا قوّة إلّا باللّه
العليّ العظيم.
و ينحصر في خمسة فصول:
الفصل الأول في ضبط موارد استعمالها
اعلم أنّ ل (كذا) استعمالين:
أحدهما: أن يستعمل كلّ من جزأيها على أصله، فيراد بالكاف التشبيه، و
ب (ذا) الإشارة، و لا يراد بمجموعهما الكناية عن شيء. فهذه بمعزل عمّا نحن فيه،
ذلك كقولك: رأيت زيدا فقيرا و عمرا كذا، و قول الشاعر: [مجزوء الوافر]
و يكون اسم الإشارة في هذا النوع باقيا على معناه، يصحّ أن يسبقه حرف
التنبيه و أن يليه كاف الخطاب و لام البعد، ألا ترى أنّك لو قلت في المثال: «....
و رأيت عمرا هكذا»، و: «.... كذاك» و: «.... كذلك»، و قلت في البيت:
«وأسلمني الزمان هكذا»، كان مستقيما!!. إلّا أنّ
حرف التنبيه هنا متقدّم على الكاف كما أريتك، و إنّما القاعدة فيه مع سائر حروف
الجرّ أن يتأخّر عنها كقولك:
(بهذا) أو
(لهذا)، إلّا في هذا الموضع خاصّة قال أبو الطيّب: [الخفيف]