نام کتاب : الأشباه و النظائر في النحو نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 4 صفحه : 109
في كتاب (الإنصاف في مسائل الخلاف في النحو)[1]: «مسألة: ذهب الكوفيّون إلى أن أفعل في التعجّب نحو «ماأحسن زيدا» اسم، و البصريّون إلى أنّه فعل، و إليه ذهب الكسائي». ثم
قال: «والذي يدلّ على أنّه ليس بفعل و أنّه ليس التقدير
فيه شيء أحسن زيدا قولهم: «ماأعظم اللّه» و لو كان التقدير فيه ما زعمتم لوجب أن يكون التقدير «شيءأعظم اللّه»، و اللّه تعالى عظيم لا بجعل جاعل، و قال الشاعر:
و لو كان الأمر على ما زعمتم لوجب أن يكون التقدير فيه: شيء أقدر
اللّه، و اللّه تعالى قادر لا بجعل جاعل. و احتجّ البصريون بأمور» ثمّ قال: «والجواب عن كلمات الكوفيين» ثم قال: «وأما قولهم في «ماأعظم اللّه» قلنا: معنى: «شيءأعظم اللّه»، أي وصفه بالعظمة، كما تقول: عظّمت عظيما. و لذلك الشيء
ثلاثة معان.
أحدها: أن يعنى بالشيء من يعظّمه من عباده، و الثاني: أن يعنى
بالشيء ما يدلّ على عظمة اللّه تعالى، و قدرته في مصنوعاته، و الثالث: أن يعنى به
نفسه أي:
أنّه عظيم لنفسه لا لشيء جعله عظيما، فرقا بينه. و بين غيره. و حكي
أنّ بعض أصحاب المبرّد[2]قدم إلى بغداد قبل قدوم المبرّد، فحضر حلقة ثعلب
فسئل عن هذه المسألة فأجاب بجواب أهل البصرة و قال: التقدير شيء أحسن زيدا، فقيل
له ما تقول في «ماأعظم اللّه» فقال: شيء أعظم اللّه، فأنكروا
عليه، و قالوا: لا يجوز، إنّه عظيم لا بجعل جاعل، ثمّ سحبوه من الحلقة فأخرجوه،
فلمّا قدم المبرّد أوردوا عليه هذا الإنكار فأجاب بما قدمناه، فبان بذلك قبح
إنكارهم و فساد ما ذهبوا إليه. و قيل:
يحتمل أن يكون قولنا: «شيءأعظم اللّه» بمنزلة الإخبار أنّه عظيم، لا شيء جعله عظيما
لاستحالته. و أمّا قول الشاعر[3]: [البسيط]
[631] - الشاهد لحندج بن حندج المريّ في الدرر (6/ 266)، و شرح
ديوان الحماسة للمرزوقي (ص 1831)، و تاج العروس (صول)، و معجم البلدان (صول)، و
المقاصد النحوية (1/ 238)، و بلا نسبة في الإنصاف (1/ 128)، و شرح الأشموني (1/
45)، و همع الهوامع (2/ 167).