نام کتاب : الأشباه و النظائر في النحو نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 1 صفحه : 41
و قال أيضا: إنما عدل عن طلب التعيين بأي إلى الهمزة و أم طلبا
للاختصار لأن قولك: أزيد عندك أم عمرو؟ أخصر من قولك، أيّ الرجلين عندك زيد أم
عمرو؟
و قال ابن يعيش[1]: فصّل سيبويه[2]بين ألقاب حركات الإعراب و ألقاب حركات البناء
فسمّى الأولى: رفعا و نصبا و جرا و جزما، و الثانية: ضما و فتحا و كسرا و وقفا،
للفرق و الإغناء عن أن يقال: ضمّة حدثت بعامل و نحوه، فكان في التسمية فائدة
الإيجاز و الاختصار.
اختصار المختصر لا يجوز
لأنه إجحاف به، و من ثم لم يجز حذف الحرف قياسا. قال ابن جني في
(المحتسب)[3]: أخبرنا أبو علي
قال: قال أبو بكر: حذف الحرف ليس بقياس لأن الحروف إنما دخلت الكلام لضرب من
الاختصار، فلو ذهبت تحذفها لكنت مختصرا لها هي أيضا و اختصار المختصر إجحاف به، و
من ثم أيضا لم يجز حذف المصدر و الحال إذا كانا بدلا من اللفظ بفعلهما، و لا الحال
النائبة عن الخبر، و لا اسم الفعل دون معموله لأنه اختصار للفعل.
و في (شرح التسهيل) لأبي حيان: لا يجوز حذف (لا) من (لا سيما)، لأن
حذف الحرف خارج عن القياس فلا ينبغي أن يقال لشيء منه إلا حيث سمع، و سبب ذلك
أنهم يقولون: حروف المعاني إنما وضعت بدلا من الأفعال طلبا للاختصار، و لذلك أصل
وضعها أن تكون على حرف أو حرفين، و ما وضع مؤدّيا معنى الفعل و اختصر في حروف وضعه
لا يناسبه الحذف لها.
و قال ابن هشام في (حواشي التسهيل): لا يجوز حذف جواب (إما) لأن
شرطها حذف، فلو حذف الجواب أيضا لكان إجحافا بها.
و قال صاحب (البسيط): القياس يقتضي عدم حذف حروف المعاني و عدم
زيادتها لأن وضعها للدلالة على المعاني؛ فإذا حذفت أخلّ حذفها بالمعنى الذي وضعت
له، و إذا حكم بزيادتها نافى ذلك وضعها للدلالة على المعنى، و لأنهم جاؤوا بالحروف
اختصارا عن الجمل التي تدلّ معانيها عليها، و ما وضع للاختصار لا يسوغ