نام کتاب : الأشباه و النظائر في النحو نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 1 صفحه : 339
و قال الشلوبين: النحويون يقولون: إن حروف المعاني إنما هي مختصر
الأفعال فهي نائبة مناب الأفعال، تعطي من المعنى ما تعطيه الأفعال، إلا أن الأفعال
اختصرت بالحروف فإن الأفعال تقتضي أزمنة، و أمكنة، و أحداثا، و مفعولين و فاعلين،
و محالا لأفعالهم، و غير ذلك من معمولات الأفعال، فاختصر ذلك كله بأن جعل في
مواضعها ما لا يقتضي شيئا من ذلك، و لذلك كرهوا أن يجمعوا بين حرفين لمعنى واحد، و
لم يكرهوا ذلك في الأسماء و الأفعال لأن ذلك نقيض ما وضعت عليه من الاختصار، قال:
و بهذا يبطل قول من قال: إن الأسماء الستة و امرأ و ابنما معربة بشيئين من مكانين،
لأن العرب إذا كانت لا تجمع بين حرفين لمعنى واحد، لكونه نقيض موضوعها من
الاختصار، فلأن ذلك في الحركة أحق و أولى لأن الحركة أخصر من الحرف.
و قال ابن الدهان في الغرة: فإن قيل: فهلا جاز: إن لزيدا قائم،
بالجمع بينهما لأنهما للتأكيد، كما جمع بين تأكيدين في أجمع و أكتع؟ فالجواب أن
الغرض في هذه الحروف الدوال على المعاني إنما هو التخفيف و الاختصار، فلا وجه
للجمع بين حرفين لمعنى إذ فيه نقض الغرض، و إذا تباعد عنه استجيز الجمع بينهما،
كما جمع بين حرف النداء و الإضافة، و يمتنع الجمع بينه و بين لام التعريف.
لا يجتمع ألفان
قال ابن الخباز: إذا وقفت على المقصور وقفت عليه بالألف التي هي بدل
من التنوين فتقول: رأيت عصا، فهذه الألف كالألف في رأيت زيدا، و كان معك في
التقدير ألفان بدل من واو، و بدل من التنوين فحذفت إحداهما لئلا يجتمع ألفان، قال:
و جاء رجل إلى أبي إسحاق الزجاج فقال له: زعمتم أنه لا يمكن الجمع بين ألفين، فقال:
نعم، فقال: أنا أجمع، فقال: (ما) و مد صوته، فقال له الزجاج:
حسبك و لو مددت صوتك من غدوة إلى العصر لم تكن إلا ألفا واحدة، قال:
و كانت الأولى أولى بالحذف لأن الطارئ يزيل حكم الثابت.
و من فروع هذه القاعدة: إذا جمع المقصور بالألف و التاء قلبت ألفه
ياء، كقولك في حبلى: حبليات، لأنه لا يجتمع ألفان و حذفها هنا غير ممكن.
لا يجتمع خطابان في كلام واحد
قال أبو علي في التذكرة: الدليل على هذا الأصل قولهم: أرأيتك زيدا ما
فعل؟، ألا ترى أن كاف الخطاب لما لحقت الفعل خلع الخطاب من التاء؟ و الدليل
نام کتاب : الأشباه و النظائر في النحو نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 1 صفحه : 339