نام کتاب : الأشباه و النظائر في النحو نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 1 صفحه : 305
قبل القلب، و إنما في ذلك تجشم الكلفة في إخراج الحرفين مصححين غير
معلين، فأما الألف فحديث غير هذا ألا ترى أنه ليس في الطوق، و لا من تحت القدرة
صحة الألف بعد الضمة و لا الكسرة، بل إنما هي تابعة للفتحة قبلها، فإن صحّت الفتحة
قبلها صحّت بعدها، و إن شيبت الفتحة بالكسرة نحي بالألف نحو الياء نحو سالم و
عالم، و إن شيبت بالضمة نحي بالألف نحو الواو في الصلوة و الزكوة، و هي ألف
التفخيم فقد بان لك بذلك الفرق بين الألف و بين الياء و الواو فهذا طرف من القول
على ما يراجع من الأصول للضرورة مما يرفض فلا يراجع فاعرفه و تنبه لأمثاله فإنها
كثيرة. انتهى.
المبحث الثاني: في مراعاتهم الأصول تارة و إهمالهم إياها أخرى
عقد له ابن جنّي بابا بعد الباب الذي تقدّم قال[1]: فمن الأول قولهم: صغت
الخاتم، و حكت الثوب و نحو ذلك، و ذلك أن فعلت هاهنا عديت فلو لا أن أصل هذا فعلت-
بفتح العين- لما جاز أن تعمل فعلت، و من ذلك قوله: [الطويل]
ألا ترى أن أول البيت مبني على اطراح ذلك الفاعل، و أن آخره قد عوود
فيه الحديث عن الفاعل، فإن تقديره فيما بعد: ليبكه مختبط، فدلّ قوله: (ليبك) على
ما أراده من قوله: ليبكه، و نحوه قوله تعالى:إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً [المعارج:
19]،وَ خُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً [النساء: 28] مع قوله تعالى:اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي
خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ [العلق: 1]، و قوله:خَلَقَ الْإِنْسانَ. عَلَّمَهُ الْبَيانَ [الرحمن: 3- 4] و أمثاله كثيرة، و نحو من البيت قوله تعالى:فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ
تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ
الْآصالِ رِجالٌ [النور: 36]،
أي:
يسبّح له فيها رجال. و من الأصول المراعاة قولهم: مررت برجل ضارب زيد
و عمرا،
[216] - الشاهد للحارث بن نهيك في الكتاب (1/ 345)، و خزانة الأدب
(1/ 303)، و شرح شواهد الإيضاح (ص 94)، و شرح المفصّل (1/ 80)، و للبيد بن ربيعة
في ملحق ديوانه (ص 362)، و لنهشل بن حري في خزانة الأدب (1/ 303)، و لضرار بن نهشل
في الدرر (2/ 286)، و معاهد التنصيص (1/ 202)، و للحارث بن ضرار في شرح أبيات
سيبويه (1/ 110)، و بلا نسبة في أمالي ابن الحاجب (ص 447)، و تخليص الشواهد (2/
454)، و خزانة الأدب (8/ 139)، و الخصائص (2/ 353).
نام کتاب : الأشباه و النظائر في النحو نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 1 صفحه : 305