و من فروعها أنهم قالوا: ذلذل و جندل فاجتمع في الكلمة أربع متحركات
متواليات لأن المراد ذلاذل و جنادل، لكنهم حذفوا الألف منهما تخفيفا، و ما حذف
للتخفيف كان في حكم المنطوق به.
و من فروعها قال ابن فلاح في (المغني): أفصح اللغتين للعرب في حذف
الترخيم أن يكون المحذوف مرادا في حكم المنطوق به.
و قال ابن جنّي في (الخصائص)[2]: باب في أن المحذوف إذا دلت الدلالة عليه كان في
حكم الملفوظ به، إلا أن يعترض هناك من صناعة اللفظ ما يمنع منه، و من ذلك أن ترى
رجلا قد سدد سهما نحو الغرض ثم أرسله فتسمع صوتا فتقول:
القرطاس و اللّه، أي: أصاب القرطاس، فأصاب الآن في حكم الملفوظ به
البتة، و إن لم يوجد في اللفظ، غير أن دلالة الحال عليه نابت مناب اللفظ به، و
كذلك قولهم لرجل مهو بسيف في يده: زيدا، أي اضرب زيدا، فصارت شهادة الحال بالفعل
بدلا من اللفظ به، و كذلك قولهم للقادم من سفر: خير مقدم أي قدمت خير مقدم، و
قولك:
قد مررت برجل إن زيدا و إن عمرا، أي: إن كان زيدا و إن كان عمرا، و
قولك للقادم من حجّه: مبرور مأجور أي: أنت مبرور مأجور، و مبرورا مأجورا، أي: قدمت
مبرورا مأجورا، و كذلك قولهم: [الخفيف]
[208] - الشاهد لجميل بثينة في ديوانه (ص 189)، و الأغاني (8/ 94)،
و أمالي القالي (1/ 246)، و خزانة الأدب (10/ 20)، و الدرر (4/ 84)، و شرح التصريح
(2/ 23)، و شرح شواهد المغني (1/ 395)، و لسان العرب (جلل)، و مغني اللبيب (ص
121)، و المقاصد النحوية (3/ 339)، و بلا نسبة في شرح المفصّل (3/ 82)، و شرح
الأشموني (2/ 300).
نام کتاب : الأشباه و النظائر في النحو نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 1 صفحه : 296