منها: لام التعريف و الإضافة إذا دخلت على المنون حذف لها تنوينه.
و منها: ياء النسبة إذا دخلت على ما فيه تاء التأنيث حذفت لها التاء،
و إذا دخلت على ما فيه ياء مثلها نحو: كرسي و بختي، حذفت لأجلها.
و منها: علامة الجمع بالألف و التاء، إذا دخلت على ما فيه التاء حذفت
لأجلها نحو: تمرة و تمرات، و لو سميت رجلا أو امرأة بهندات لقلت في الجمع أيضا
هندات بحذف الألف و التاء الأوليين لا الأخريين.
و من ذلك نقض الأوضاع إذا طرأ عليها طارئ، كلفظ الاستفهام إذا طرأ
عليه معنى التعجب استحال خبرا، كقولك: مررت برجل أي رجل، أو أيما رجل، فأنت الآن
مخبر بتناهي الرجل في الفضل و لست مستفهما، و إنما كان كذلك لأن أصل الاستفهام
الخبر و التعجب ضرب من الخبر، فكأن التعجّب لما طرأ على الاستفهام إنما أعاده إلى
أصله من الخبرية.
و من ذلك أيضا لفظ الواجب إذا لحقته همزة التقرير صار نفيا، و إذا
لحقه لفظ النفي عاد إيجابا نحو:آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ [يونس: 59] أي لم يأذنأَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ [الأعراف: 172] أي: أنا كذلك. و من ذلك أن تصف العلم، فإذا أنت فعلت
ذلك فقد أخرجته به عن حقيقة ما وضع له فأدخلته معنى لو لا الصفة لم تدخله إياه، و
ذلك أن وضع العلم أن يكون مستغنيا بلفظه عن عدة من الصفات، فإذا أنت وصفته فقد
سلبته الصفة له ما كان في أصل وضعه مرادا فيه من الاستغناء بلفظه عن كثير من
صفاته، انتهى.
و قال ابن يعيش[2]: فإن قيل: هل التعريف الذي في (يا زيد) في النداء