responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأشباه و النظائر في النحو نویسنده : السيوطي، جلال الدين    جلد : 1  صفحه : 183

الحادية عشرة: قولهم حرف متحرك‌

قال ابن القيم في (بدائع الفوائد) [1]: قال السهيلي: قولهم حرف متحرك و تحركت الواو و نحو ذلك تساهل منهم، فإن الحركة عبارة عن انتقال الجسم من حيّز إلى حيّز، و الحرف جزء من الصوت، و محال أن تقوم الحركة بالحرف لأنه عرض، و الحركة لا تقوم بالعرض، و إنما المتحرك في الحقيقة هو العضو من الشفتين أو اللسان أو الحنك الذي يخرج منه الحرف، فالضمة عبارة عن تحريك الشفتين بالضم عند النطق فيحدث من ذلك صوت خفيّ مقارب للحرف إن امتدّ كان واوا و إن قصر كان ضمة، و الفتحة عبارة عن فتح الشفتين عند النطق بالحرف و حدوث الصوت الخفي الذي يسمى فتحة، و كذا القول في الكسرة.

و السكون عبارة عن خلوّ العضو من الحركات عند النطق بالحرف، و لا يحدث بعد الحرف صوت، فينجزم عند ذلك أي: ينقط، فلذلك سمّي جزءا اعتبارا بانجزام الصوت و هو انقطاعه، و سكونا اعتبارا ما لعضو الساكن، فقولهم فتح و ضم و كسر هو من صفة العضو، و إذا سميت ذلك رفعا و نصبا و جرّا و جزما فهي من صفة الصوت، لأنه يرتفع عند ضم الشفتين و ينتصب عند فتحهما و ينخفض عند كسرهما و ينجزم عند سكونهما، و عبّروا بهذه عن حركات الإعراب لأنها لا تكون إلا بسبب و هو العامل، كما أن هذه إنما لا تكون بسبب و هو حركة العضو و عن أحوال البناء تلك، لأنه لا يكون بسبب أعني بعامل، كما أن هذه الصفات يكون وجودها بغير آلة.

قال ابن القيم: و عندي أن هذا ليس باستدراك على النحاة، فإن الحرف و إن كان عرضا فقد يوصف بالحركة تبعا لحركة محله، فإن الأعراض و إن لم تتحرك بأنفسها فهي تتحرك بحركة محالها فاندفع الإشكال جملة.

الثانية عشرة: الحركات هل هي مأخوذة من حروف المدّ

قال أبو حيان في (شرح التسهيل): اختلف النحاة في الحركات الثلاث، أهي مأخوذة من حروف المدّ و اللّين أم لا؟ فذهب الأكثرون إلى أن الفتحة من الألف و الضمة من الواو و الكسرة من الياء اعتمادا على أن الحروف قبل الحركات، و الثاني مأخوذ من الأول.

و ذهب بعض النحويين إلى أن هذه الحروف مأخوذة من الحركات الثلاث:

الألف من الفتحة و الواو من الضمة و الياء من الكسرة، اعتمادا على أن الحركات قبل‌


[1] انظر بدائع الفوائد (1/ 34).

نام کتاب : الأشباه و النظائر في النحو نویسنده : السيوطي، جلال الدين    جلد : 1  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست