لأنه أراد الحمام، فحذف الألف فالتقت الميمان، فغير على ما ترى. و قال
أبو عثمان في قوله تعالى:يا أَبَتِ [يوسف: 4] أراد يا أبتا، فحذف الألف، و قال الشاعر: [الوافر]
و الثاني منهما: و هو إنابة الحرف عن الحركة في بعض الآحاد و هي
الأسماء الستة و جميع التثنية، و كثير من الجمع، فإن الألف و الواو و الياء فيها
نائبة عن الحركات في الإعراب، و كذا النون في الأفعال الخمسة نائبة عن الضمة، و
ليس من هذا الباب إشباع الحركات على الحركات في نحو مستراح و الصياريف و أنظور؛
لأن الحركة في نحو هذا لم تحذف، و يثبت الحرف عنها بل هي موجودة لا مزيد فيها و لا
منتقص منها.
العاشرة: هجوم الحركات
في هجوم الحركات على الحركات، قال ابن جنّي: هو على ضربين، أحدهما:
مقيس و الآخر: قليل غير مقيس.
فالأول قسمان، أحدهما: أن تتفق فيه الحركات و الآخران مختلفان، فيكون
الحكم للطارئ منهما على ما مضى، فالمتفقان نحوهم يغزون و يدعون، أصله يغزوون،
فأسكنت الواو الأولى التي هي اللام؛ و حذفت لسكونها و سكون واو الضمير
[122] - الشاهد بلا نسبة في خزانة الأدب (10/ 341)، و الخصائص (3/
135)، و رصف المباني (ص 270)، و سرّ صناعة الإعراب (2/ 721)، و لسان العرب (أله)،
و المحتسب (1/ 181)، و الممتع في التصريف (2/ 611)، و تاج العروس (أله).
[123] - الرجز للعجاج في ديوانه (1/ 453)، و الكتاب (1/ 53)، و
الدرر (3/ 49)، و اللسان (منى)، و ما ينصرف و ما لا ينصرف (ص 51)، و المحتسب (1/
78)، و المقاصد النحوية (3/ 554)، و بلا نسبة في الإنصاف (2/ 519)، و الخصائص (3/
135)، و الدرر (6/ 244)، و رصف المباني (ص 178)، و سرّ صناعة الإعراب (2/ 721)، و
شرح التصريح (2/ 189)، و شرح الأشموني (2/ 343)، و شرح المفصّل (6/ 75).
[124] - الشاهد بلا نسبة في المحتسب (1/ 277)، و الأمالي الشجرية
(2/ 74)، و الإنصاف
(390) .
نام کتاب : الأشباه و النظائر في النحو نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 1 صفحه : 179