نام کتاب : الأشباه و النظائر في النحو نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 1 صفحه : 170
و قال الشيخ بهاء الدين بن النحاس في (التعليقة على المقرب): اختلف
النحاة هل يطلق أحدهما على الآخر فيقال مثلا للمعرب: مضموم و للمبنيّ: مرفوع أم
لا، على ثلاثة مذاهب: فمنهم من قال: لا يجوز إطلاق واحد منهما على الآخر، لأن
المراد الفرق و ذلك يعدمه، و منهم من قال: يجوز مجازا، و المجاز لا بدّ له من
قرينة و تلك القرينة تبيّنه، و منهم من قال: يجوز إطلاق أسماء البناء على الإعراب
و لا ينعكس.
الفائدة السادسة: حركات الإعراب و البناء أيهما أصل
قال أبو البقاء العكبري في (اللباب): اختلفوا في حركات الإعراب هل هي
أصل لحركات البناء أم بالعكس، أم كل واحد منهما أصل في موضعه؟ فذهب قوم إلى الأول،
و علّته أن حركات البناء، و ما ثبت بعلة أصل لغيره، و ذهب قوم إلى الثاني و علته:
أن حركات البناء لازمة و حركات الإعراب منتقلة و اللازم أصل للمتزلزل، إذ كان أقوى
منه، و هذا ضعيف لأن تنقل حركات الإعراب لمعنى و لزوم حركات البناء لغير معنى. و
ذهب قوم إلى الثالث، لأن العرب تكلمت بالإعراب و البناء في أول وضع الكلام، و كل
منهما له علة غير علة الآخر، و لا معنى لبناء أحدهما على الآخر.
و عبّر في (التبيين) عن هذا الخلاف بقوله[1]: اختلفوا في حركات الإعراب هل هي سابقة على حركات
البناء أو بالعكس، أو هما متطابقان من غير ترتيب، قال:
و الأقوى هو الأول.
الفائدة السابعة: أثقل الحركات الضمة ثم الكسرة ثم الفتحة
قال رجل للخليل: لا أجد بين الحركات فرقا، فقال له الخليل: ما أقلّ
من يميّز أفعاله، أخبرني بأخفّ الأفعال عليك، فقال: لا أدري، قال: أخفّ الأفعال
عليك السمع لأنك لا تحتاج فيه إلى استعمال جارحة إنما تسمعه من الصوت و أنت تتكلف
في إخراج الضمة إلى تحريك الشفتين مع إخراج الصوت، و في تحريك الفتحة إلى تحريك
وسط الفم مع إخراج الصوت، فما عمل فيه عضوان أثقل مما عمل فيه عضو واحد. هكذا نقله
الزجاجي في (كتاب الإيضاح) في أسرار النحو.
و قال ابن جنّي: أرى الدليل على خفّة الفتحة أنهم يفرّون إليها من
الضمة كما يفرّون من السكون.