ناصب فيه للقوانس فعل محذوف لا اسم تفضيل محذوف، لأنا فررنا بالتقدير
من إعمال اسم التفضيل المذكور في المفعول، فكيف يعمل فيه المقدّر؟
و قولك: هذا معطي زيدا أمسى درهما، التقدير: أعطاه، و لا يقدّر اسم
فاعل، لأنك إنما فررت بالتقدير من إعمال اسم الفاعل الماضي المجرد من (أل).
الخامس:قد يكون اللفظ على تقدير و ذلك المقدر على تقدير آخر نحووَ ما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ
يُفْتَرى [يونس: 37] فأن
يفترى مؤوّل بالافتراء، و الافتراء مؤوّل بمفترىثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا [المجادلة: 3]، قيل: ما قالوا بمعنى القول و
القول بتأويل المقول، و قال أبو البقاء في:حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا
تُحِبُّونَ [آل عمران: 92]
يجوز عند أبي علي كون (ما) مصدرية و المصدر في تأويل اسم المفعول.
السادس:قال أبو البقاء في (التبيين): ليس كل مقدّر عليه دليل من اللفظ بدليل
المقصور، فإن الإعراب فيه مقدّر و ليس له لفظ يدلّ عليه، و كذلك الأسماء الستة عند
سيبويه، الإعراب مقدّر في حروف المدّ منها، و إن لم يكن في اللفظ ما يدلّ عليه.
التقديم و التأخير
قال ابن السراج في (الأصول)[1]: الأشياء التي لا يجوز تقديمها ثلاثة عشر:
(1) الصلة على
الموصول. (2) و المضمر على الظاهر في اللفظ و المعنى إلا ما جاء
[91] - الشاهد لجارية من الأنصار في أمالي القالي (2/ 244)، و
أمالي الزجاجي (ص 237)، و شرح المفصل (1/ 117)، و خزانة الأدب (3/ 15)، و لسان
العرب (ميح).
[92] - الشاهد للعباس بن مرداس في ديوانه (ص 69)، و الأصمعيات (ص
205)، و حماسة البحتري (ص 48)، و خزانة الأدب (8/ 319)، و شرح التصريح (1/ 339)، و
شرح ديوان الحماسة للمرزوقي (ص 441)، و لسان العرب (قنس)، و نوادر أبي زيد (ص 59)،
و بلا نسبة في أمالي ابن الحاجب (1/ 460)، و خزانة الأدب (7/ 10)، و شرح الأشموني
(1/ 291)، و مغني اللبيب (ص 2/ 618).