أي جنيت لك ، أو على حذف المضاف أي كالوا مكيلهم أو موزونهم ، وإنّما لم يقل « أو اتّزنوا » في الأوّل لأن الاكتيال أمكن لهم بالسرقة بالملأ من الاتّزان وهنا فوائد :
١ ـ روي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قدم المدينة وكانوا من أخبث الناس كيلا فنزلت فأحسنوا ، وعن ابن عبّاس أنّه صلىاللهعليهوآله قدم المدينة وبها رجل يقال له أبو ـ جهينة ومعه صاعان يكيل بأحدهما ويكتال بالآخر فنزلت الآية في حاله [١].
٢ ـ دلّت الآية على وجوب إيفاء الكيل والوزن ، وتحريم النقص منهما لأنّ « ويل » يستعمل للذمّ وقيل « ويل » واد في جهنّم.
٣ ـ حيث إنّ إيفاء الكيل والوزن واجب ، ندب إلى إعطاء الراجح حذرا من النقص المحرّم ، ومن ذلك قال صلىاللهعليهوآله : « يا وزّان زن وأرجح » [٢].
٤ ـ في معنى الآية آيات كثيرة كقوله ( أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ )[٣] وقوله ( وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ )[٤] وغير ذلك والجميع مشترك في تحريم نقص الكيل والوزن ووجوب إيفائه.
في الآية دلالتان إحداهما على أرجحيّة الإنفاق من كسب الحلال ، والنهي عن الإنفاق من كسب الحرام ، وثانيها على وجوب التفقّه قبل الاتّجار ليعلم الحلال
[١] الدر المنثور ج ٦ ص ٣٢٤ مجمع البيان ج ١٠ ص ٤٥٢. [٢] في هامش نص : قال لأبي ذر : زن وأرجح. خ ل. [٣] في أربعة مواضع منها الانعام : ١٥٢. [٤] هود : ٨٣. [٥] البقرة : ٢٦٧.