٤ ـ قوله « فَإِنَّ اللهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ » أي لهنّ لأنّهنّ مكرهات والإكراه رافع للإثم كما قال صلىاللهعليهوآله « رفع عن أمّتي الخطاء والنسيان وما استكرهوا عليه [١] » ولذلك قرأ عبد الله بن عباس « فانّ الله لهنّ غفور رحيم » وأمّا المكرهون فهم أيضا مغفورون عند الوعيديّة مع التوبة وعندنا يجوز لا معها تفضّلا من الله لمن يشاء.
هاتان آيتان اشتملتا على محرمات وهي آخر آية نزلت في شأن الخمر [٣] وقد أكد التحريم في الآية بتسعة أمور الأوّل : تصديرها بانّما المؤكّدة الثاني : ضم
[١] السراج المنير ج ٢ ص ٣١٧. [٢] المائدة : ٩١ و ٩٠. [٣] قال الابشيهى في المستطرف ج ٢ ص ٢٢٩ الباب الرابع والسبعون في تحريم الخمر وذمها والنهي عنها : قد انزل الله في الخمر ثلاث آيات الاولى قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنّاسِ ) الآية فكان من المسلمين من شارب وتارك الى أن شرب رجل فدخل في الصلاة فهجر فنزل قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ ) فشربها من شربها من المسلمين وتركها من تركها حتى شربها عمر فأخذ بلحى بعير وشج به رأس عبد الرحمن بن عوف ثم قعد ينوح على قتلي بدر بشعر الأسود بن يعفر يقول :