إنعام الله هو توفيقه للإسلام ، وإنعام النبيّ صلىاللهعليهوآله هو العتق له ، وتخليصه من ذلّ الرّقيّة ، والمشار إليه بذلك هو زيد بن حارثة ، وكان من قصّته أنّه أسر في بعض الغزوات في جملة أسارى فجاء قومه يستفكّون أسراهم من جملتهم أبو حارثة فطلب من النبيّ صلىاللهعليهوآله افتكاكه بثمن ، وكان قد وقع في سهم رسول الله صلىاللهعليهوآله[٢] فقال له النبيّ صلىاللهعليهوآله اذهب إليه فإن أرادك فهو لك بغير شيء.
[١] الأحزاب : ٣٧. [٢]أقول : هو زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى ، وأمه سعدى بنت ثعلبة بن عبد عامر بن أفلت من بنى معن من طيئ ، أصابه سبي في الجاهلية ، لأن أمه خرجت به تزور قومها بنى معن فأغارت عليهم خيل بنى القين ابن جسر ، فأخذوا زيدا فقدموا به سوق عكاظ وقيل سوق حباشة ، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد فوهبته للنبي صلىاللهعليهوآله بمكة قبل النبوة وهو ابن ثماني سنين.
وكان أبوه شراحيل قد وجد لفقده وجدا شديدا فقال فيه :
بكيت على زيد ولم أدر ما فعل
أحي يرجى أم أتى دونه الأجل
إلى آخر أبيات ذكرها في أسد الغابة ج ٢ ص ٢٢٥ ، والإصابة ج ١ ص ٥٤٥ والاستيعاب بذيله ج ١ ص ٥٢٥.
ثم ان أناسا من كلب حجوا فرأوا زيدا فعرفهم وعرفوه ، فقال لهم أبلغوا عنى أهلي فانى اعلم أنهم جزعوا على ، فانطلقوا فأعلموا أباه ووصفوا موضعه ، وعند من هو ، فخرج حارثة وأخوه كعب ابنا شراحيل لفدائه ، فقدما مكة فدخلا على النبي صلىاللهعليهوآله فقالا : يا ابن عبد المطلب يا ابن هشام يا بن سيد قومه : جئناك في ابننا عندك ، فامنن