المراد بالقضاء هنا فعل الشيء والإتيان به أي إذا أتيتم بالصلاة كقوله تعالى ( فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ )[٢] فعلى هذا يكون المراد الأمر بالمداومة على الذكر في جميع الأحوال كما جاء في الحديث القدسيّ « يا موسى اذكرني فإنّ ذكري حسن على كلّ حال » [٣] أو المراد التعقيب بالأدعية بعد الصلاة كما هو مذكور في مظانّه ويمكن أن يكون المراد التسبيح عقيب كلّ صلاة مقصورة ثلاثين مرّة « سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلّا الله ، والله أكبر » كما رواه أصحابنا فإنّه ذكر ذلك عقيب كلّ صلاة القصر [٤]
وقيل : في الكلام إضمار أي إذا أردتم الإتيان بالصلاة فأتوا بها على حسب
بالبيت في المغني كما مر ، والطبري ج ١ ص ١١٤ عند تفسير الآية ٧ من سورة البقرة وابن قتيبة في مشكل القرآن ص ١٦٥ باب الحذف والاختصاص وابن الأنباري في الإنصاف في المسئلة ٨٤ من الخلاف بين البصريين والكوفيين في عامل الجزم في جواب الشرط ( ص ٦١٣ ) وابن قيم الجوزية في جلاء الافهام ص ٣٣٠ والضبط فيه حتى غدت همالة ، والسيد المرتضى في المجلس ٧٦ ، ونقل الشنقيطى في تذييله عليه انه روى البيت أيضا هكذا :
حططت الرحل عنها واردا
علفتها تبنا وماء باردا
وروى أيضا : مشت همالة ، وروى أيضا بدت والمعنى واحد قاله الدسوقى في حاشيته على المغني. وهمالة صيغة مبالغة من هملت عين فلان إذا أرسلت دمعها.
[١] النساء : ١٠٣. [٢] البقرة : ٢٠٠. [٣] أصول الكافي ج ٢ ص ٤٩٧ الرقم ٨. [٤] الوسائل ب ٢٤ من أبواب صلاة المسافر ح ٢.