سليمان بن عبد الله البحرانيّ ما صورته : وجدت في بعض المجموعات بخطّ من
أثق به منقولا من خطّ الشيخ العلّامة جعفر بن كمال الدّين البحرانيّ ما هذه صورته
:وجدت بخطّ شيخنا المرحوم المبرور ، العالم العامل ، أبي عبد الله المقداد
السيوريّ ما هذه صورته :
كانت وفاة
شيخنا الأعظم ، الشّهيد الأكرم ، أعني شمس الدّين محمّد بن مكّيّ قدّس في حظيرة
القدس سرّه ، تاسع عشر جمادى الأولى سنة ستّ وثمانين وسبعمائة قتل بالسيف ، ثمّ
صلب ، ثمّ رجم ، ثمّ أحرق ببلدة دمشق ، لعن الله الفاعلين لذلك والرّاضين به ، في
دولة بيد مرو ، وسلطنة برقوق ، بفتوى المالكيّ ، يسمّى برهان الدّين وعباد بن
جماعة الشافعيّ ، وتعصّب عليه في ذلك جماعة كثيرة بعد أن حبس في القلعة الدمشقيّة
سنة كاملة.
وكان سبب حبسه
أن وشى به تقيّ الدّين الجبليّ ـ أو الخياميّ ـ بعد ظهور أمارات الارتداد منه ،
وأنّه كان عاملا ثمّ بعد وفاة هذا الواشي [ الفاجر ] ، فأقام على طريقته شخص اسمه
يوسف بن يحيى ، وارتدّ عن مذهب الإماميّة ، وكتب محضرا شنّع فيه على الشّيخ شمس
الدّين محمّد بن مكّي بأقاويل شنيعة ، ومعتقدات فضيعة وأنّه كان أفتى بها الشّيخ
محمّد بن مكّيّ ، وكتب في ذلك المحضر سبعون نفسا من أهل الجبل ، ممّن كان يقول
بالإمامة والتشيّع ، وارتدّوا عن ذلك ، وكتبوا خطوطهم تعصّبا مع يوسف بن يحيى في
هذا الشّأن ، وكتب في هذا ما يزيد على ألف من أهل السّواحل من المتسنّين ، وأثبتوا
ذلك عند قاضي بيروت ، وقيل قاضي صيدا ، وأتوا بالمحضر إلى القاضي عبّاد بن جماعة
لعنه الله بدمشق ، فنفذه إلى القاضي المالكيّ وقال له : تحكّم فيه بمذهبك وإلّا
عزلتك.
فجمع الملك بيد
مرو الأمراء والقضاة والشّيوخ ، لعنهم الله جميعا ، وأحضروا الشّيخ رحمهالله وأحضروا المحضر وقرئ عليه ، فأنكر ذلك وذكر أنّه غير
معتقد له ـ مراعيا للتقيّة الواجبة ـ فلم يقبل منه وقيل له قد ثبت ذلك شرعا ولا
ينتقض حكم القاضي.