ذكره لابن المتوّج : كان معاصرا للشّيخ المقداد صاحب كنز العرفان وهو
المعنيّ بقوله قال المعاصر [١]
أقول : قد عبّر
المصنّف رحمهالله عنه بقوله : قال المعاصر في ص ١٠٨ و ١٤٣ و ٢٢٢ و ٣٩٠
وغير ذلك من طبعتنا هذه وكأنّه ينقل عن كتابه النّهاية في آيات الأحكام وهذا دليل
على أنّ كتابه النّهاية كان عند المصنّف رحمهالله يطالعه فيبحث عنه ولذلك يقول : قال المعاصر. وأمّا ما
ذكره الرّوضات : « والمعني بقوله فيه ( يعنى كتاب النّهاية ) قال المعاصر هو
الشّيخ شرف الدّين مقداد بن عبد الله السيوريّ في كنز العرفان [٢] » فالظاهر
أنّه خلط لكلام صاحب اللؤلؤة كما لا يخفى.
وكان للمقداد رحمهالله ولد يسمّى عبد الله ولأجل ذلك كنّوه بأبي عبد الله وهو
الّذي ألّف له المقداد كتاب الأربعين حديثا ، على ما صرّح به في رياض العلماء [٣].
تآليفه
كان ـ رحمهالله ـ فاضلا محقّقا مدقّقا أديبا ، ذا رأى بديع ، وذوق لطيف فأتقن تآليفه وكتبه
أحسن إتقان ، ورتّبها على أجمل ترتيب وأقوم برهان ، أودع فيها من لطائف التّحقيقات
، وبدائع الفوائد ، ما يروق النّاظر ، ويفيد الطّالب ، ويهديه إلى بغيته المطلوبة.
فمنها رسالة
آداب الحجّ. قال في الرّياض : رأيته في مجموعة بخطّ تلميذ المصنّف رحمهالله الشيخ زين الدّين عليّ بن الحسن بن علالة ، وعلى ظهره
إجازة المصنّف لتلميذه الكاتب المذكور ، وتاريخ الإجازة الخامس والعشرون من جمادى
الآخرة سنة ٨٢٢ [٤].