و بدا كبيت زخرفوه بعسجد [1]

أو ثوب خزّ طرّزوه بقرمز [2]

قد حاز هذا الشرح جمع فوائد

ليست بمبسوط و لا في موجز

و افتضّ أبكارا و كانت قبله

مستورة في خدرها لم تبرز

فتبرّجت من بعد ذلك للورى

من بعد صون عنهم و تعزّز

لو كان هذا الشرح في زمن مضى

فيه لأهل العلم كلّ مبرّز

لو تلق ذاك الحبر عنه قاعدا

في البيت إلّا قعدة المستوفز [3]

و سرى إليه فوق كلّ نجيبة [4]

إن هي و نت في السّير قيل لها اجمز [5]

مستبشرا بفوائد ظهرت له

كظهور كنز للفقير المعوز

هذا كتاب ليس يوجد مثله

للطالبين عمود رأس المذهب

شرح تضمّن كشف لفظ الموجز

بعبارة وضحت لكلّ مهذّب

شرح تصدّى للمسائل كلّها

سندا و تعليلا و حسن تهذّب

قد كان موجز ابن فهد معجزا

حتى غدا سهلا بغير تصعّب

رام الإمام الشيخ أحمد أنّه

يعلو على كلّ بهذا المطلب