وهذا الخطاب
للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مع عظم مبالغته في أفعال الخير ، فقد نهي عن صرف جميع
ماله في الخير ، فكيف من يكون قاصرا عنه في المبالغة في أفعال الخير؟! وقد أومى في
التحرير إلى شيء من هذا ، فقال : وصرف أكثر المال في صنوف الخير مع قناعته
بالباقي ليس بتبذير ولا سرف ، وهو يدل بمفهومه على ان صرف الجميع يكون تبذيرا ، بل
صرف الأكثر مع عدم القناعة بالباقي يكون تبذيرا وسرفا ، وليس بعيدا من الصواب.
والمراد
بالقناعة هنا قدر الكفاية ، أي لا ترك الا قدر كفايته ، وليس المراد رضى النفس إذ
قد لا ترضى بالجميع.
قال
رحمهالله : وفي منعه من التبرعات المنجزة
الزائدة على الثلث ، خلاف بيننا ، والوجه المنع.
أقول
: يأتي البحث في
هذا إنشاء الله تعالى في كتاب الوصايا.