وَ قَالَ ص لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ كَيْفَ بِكَ إِذَا بَقِيتَ فِي قَوْمٍ يَجْمَعُونَ [يَخْبَئُونَ] رِزْقَ سَنَتِهِمْ وَ يَضْعُفُ الْيَقِينُ فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِالْمَسَاءِ وَ إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِالصَّبَاحِ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا اسْمُكَ غَداً.
ثم اعمل فيما يحصل لك من الكسب على قانون السنة و الكتاب- و إياك و التبذير فإن الله تعالى يقول- إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كٰانُوا إِخْوٰانَ الشَّيٰاطِينِ.
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ بَذَّرَ أَفْقَرَهُ اللَّهُ.
وَ قَالَ ص مَا عَالَ مَنِ اقْتَصَدَ
و تجب البدأة في الإنفاق بالنفس و ليجتنب التملي-
فَإِنَّهُ يُرْوَى عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ حَسْبُ ابْنِ آدَمَ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ وَ لَا بُدَّ فَلْيَكُنِ الثُّلُثُ لِلطَّعَامِ وَ الثُّلُثُ لِلشَّرَابِ وَ الثُّلُثُ الْآخَرُ لِلنَّفَسِ.
وَ قَالَ ع أَكْثَرُ النَّاسِ شِبَعاً أَطْوَلُهُمْ جُوعاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
و أيضا فإن التملي يسم القلب بالقسوة و يثقل الأعضاء عن العبادة- و حسب الشبعان من الخساسة نومه عن التهجد و قيام المخففين و دورانه حول المزابل و المخففون في المساجد ثم ينفق على عياله مقتصدا من غير تقتير و يستحب التوسعة عليهم و سرورهم بإنجاز وعودهم.
وَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى ع إِذَا وَعَدْتُمُ الصِّغَارَ فَأَوْفُوا لَهُمْ فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ أَنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَرْزُقُونَهُمْ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَيْسَ يَغْضَبُ لِشَيْءٍ- كَغَضَبِهِ لِلنِّسَاءِ وَ الصِّبْيَانِ وَ بِإِدْخَالِ الْفَاكِهَةِ عَلَيْهِمْ خُصُوصاً فِي الْجُمَعِ.