مَذَلَّةِ الرِّيَاءِ وَ مُقَاسَاةِ قُلُوبِ الْخَلْقِ وَ انْعَطَفَ مِنْ إِخْلَاصِهِ أَنْوَارٌ عَلَى قَلْبِهِ- يَنْشَرِحُ بِهَا صَدْرُهُ وَ يَنْطِقُ بِهَا لِسَانُهُ وَ يَنْفَتِحُ لَهُ مِنْ أَلْطَافِ اللَّهِ مَا يَزِيدُهُ اللَّهُ أُنْساً وَ مِنَ النَّاسِ وَحْشَةً وَ احْتِقَاراً لِلدُّنْيَا وَ إِعْظَاماً لِلْآخِرَةِ وَ سَقَطَ مَحَلُّ الْخَلْقِ عَنْ قَلْبِهِ وَ انْحَلَّ عَنْهُ دَاعِيَةُ الرِّيَاءِ وَ آثَرَ الْوَحْدَةَ وَ أَحَبَّ الْخَلْوَةَ- وَ هَطَلَتْ عَلَيْهِ سَحَائِبُ الرَّحْمَةِ وَ نَطَقَ لِسَانُهُ بِطَرَائِفِ الْحِكْمَةِ.
وَ فِي الْخَبَرِ عَنِ النَّبِيِّ ص مَنْ أَخْلَصَ لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْماً فَجَّرَ اللَّهُ يَنَابِيعَ الْحِكْمَةِ مِنْ قَلْبِهِ عَلَى لِسَانِهِ.
وَ رَوَى عُبَيْدُ بْنُ زُرَارَةَ عَنِ الصَّادِقِ ع مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ إِيمَانِهِ أُنْساً يَسْكُنُ عَلَيْهِ حَتَّى لَوْ كَانَ عَلَى قُلَّةِ جَبَلٍ لَمْ يَسْتَوْحِشْ.
رَوَى الْحَلَبِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ خَالِطِ النَّاسَ تَخْبُرْهُمْ وَ مَتَى تَخْبُرْهُمْ تَقْلِهِمْ.
وَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ع الْوَحْشَةُ مِنَ النَّاسِ عَلَى قَدْرِ الْفِطْنَةِ بِهِمْ.
وَ رَوَى كَعْبُ الْأَحْبَارِ وَ قَالَ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى بَعْضِ أَنْبِيَائِهِ إِنْ أَرَدْتَ لِقَائِي غَداً فِي حَظِيرَةِ الْقُدْسِ فَكُنْ فِي الدُّنْيَا غَرِيباً فَرِيداً وَحِيداً مَحْزُوناً مُسْتَوْحِشاً كَالطَّيْرِ الْوَحْدَانِيِّ الَّذِي يَطِيرُ فِي الْأَرْضِ الْمُقْفِرَةِ وَ يَأْكُلُ مِنْ رُءُوسِ