- الخامس أنه اشتراها بعمره و هو أنفس منها
عاجلا و آجلا فإنه لو قيل للعاقل تبيع عمرك بملك الدنيا و ما فيها لأبى و لم يقبل
ذلك بل عند معاينة ملك الموت و تجليه لقبض روحه لو تقبل منه المفاداة و المصالحة
على يوم واحد يبقى فيه و يستدرك ما فاته بجميع ماله لافتدى به.
ثم أنت تبيعه
على التدريج بأشياء حقيرة يسيرة ليس لها وقع و لا قيمة- أ و لا تنظر و تتفكر في أن
الإنسان غاية ما يعيش في الأغلب مائة سنة فلو خير و سوم على بيعها بملء الأرض
ذهبا لأبى و لم يبعها فانظر كم يكون قيمة كل سنة ثم انظر كم يكون قيمة كل شهر ثم
انظر كم يكون قيمة كل يوم و قسطه تجده ألوفا كثيرة لا تحصى و لا تعد ثم تبيعه
بدرهم و دينار و بنصف دينار فأي غبن أعظم من هذا.
نام کتاب : عدة الداعي و نجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 107