responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الداعي و نجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 107

خُلُقُهَا كَذَلِكَ الْقُلُوبُ إِذَا لَمْ تَرِقَّ بِذِكْرِ الْمَوْتِ وَ نَصَبِ الْعِبَادَةِ تَقْسُو وَ تَغْلُظُ- وَ بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ الزِّقَّ إِذَا لَمْ يَنْخَرِقْ يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ وِعَاءَ الْعَسَلِ- كَذَلِكَ الْقُلُوبُ إِذَا لَمْ تَخْرِقْهَا الشَّهَوَاتُ أَوْ يُدَنِّسْهَا الطَّمَعُ أَوْ يُقْسِهَا النِّعَمُ- فَسَوْفَ تَكُونُ أَوْعِيَةَ الْحِكْمَةِ.

الرابع وقوعه في عكس مراده و مقصوده فإنما سعى و حصل المال ليستريح به فزاده في همه و تعبه و عاد [ما] يحاذر عليه من الأسود الضارية- و الكلاب العاوية.

و قال بعض العلماء استراح الفقير من ثلاثة أشياء و بلي بها الغني- قيل و ما هن قال جور السلطان و حسد الجيران و تملق الإخوان.

[قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع الْفَقْرُ خَيْرٌ مِنْ حَسَدِ الْجِيرَانِ وَ جَوْرِ السُّلْطَانِ وَ تَمَلُّقِ الْإِخْوَانِ].

<شعر>

و طالب المال في الدنيا ليحرسه

و لم يخف عنه جمع المال عقباها

كدودة القز ظنت أن سترتها

تعينها و الذي ظنته أرداها

- الخامس أنه اشتراها بعمره و هو أنفس منها عاجلا و آجلا فإنه لو قيل للعاقل تبيع عمرك بملك الدنيا و ما فيها لأبى و لم يقبل ذلك بل عند معاينة ملك الموت و تجليه لقبض روحه لو تقبل منه المفاداة و المصالحة على يوم واحد يبقى فيه و يستدرك ما فاته بجميع ماله لافتدى به.

ثم أنت تبيعه على التدريج بأشياء حقيرة يسيرة ليس لها وقع و لا قيمة- أ و لا تنظر و تتفكر في أن الإنسان غاية ما يعيش في الأغلب مائة سنة فلو خير و سوم على بيعها بمل‌ء الأرض ذهبا لأبى و لم يبعها فانظر كم يكون قيمة كل سنة ثم انظر كم يكون قيمة كل شهر ثم انظر كم يكون قيمة كل يوم و قسطه تجده ألوفا كثيرة لا تحصى و لا تعد ثم تبيعه بدرهم و دينار و بنصف دينار فأي غبن أعظم من هذا.

نام کتاب : عدة الداعي و نجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست