الرابع
قال صاحب العدة إن الواحد أعم موردا لكونه يطلق على من يعقل و غيره و لا يطلق الأحد إلا على من يعقل
الصَّمَدُ
السيد الذي يصمد إليه في الحوائج أي يقصد و أصل الصمد القصد قال
ما كنت أحسب أن بيتا ظاهرا
لله في أكناف مكة يصمد
أي يقصد و قيل هو الباقي بعد فناء الخلق.
وَ عَنِ الْحُسَيْنِ ع الصَّمَدُ الَّذِي انْتَهَى إِلَيْهِ السُّؤْدُدُ وَ الصَّمَدُ [الدَّائِمُ] الَّذِي لَمْ يَزَلْ وَ لَا يَزَالُ وَ الَّذِي لَا جَوْفَ لَهُ وَ الَّذِي لَا يَأْكُلُ وَ لَا يَشْرَبُ وَ لَا يَنَامُ
قَالَ وَهْبٌ بَعَثَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ إِلَى الْحُسَيْنِ ع يَسْأَلُونَهُ عَنِ الصَّمَدِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ فَسَّرَهُ فَقَالَ لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ لَمْ يَخْرُجْ مِنْهُ شَيْءٌ كَثِيفٌ كَالْوَلَدِ وَ لَا لَطِيفٌ كَالنَّفْسِ وَ لَا يَنْبَعِثُ مِنْهُ الْبُدُورَاتُ كَالنَّوْمِ وَ الْغَمِّ وَ الرَّخَاءِ وَ الرَّغْبَةِ وَ الشِّبَعِ وَ الْخَوْفِ وَ أَضْدَادِهَا وَ كَذَا هُوَ لَا يَخْرُجُ مِنْ كَثِيفٍ كَالْحَيَوَانِ وَ النَّبَاتِ وَ لَا لَطِيفٍ كَالْبَصَرِ وَ سَائِرِ الْآلَاتِ
قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ الصَّمَدُ هُوَ الْقَائِمُ بِنَفْسِهِ الْغَنِيُّ عَنْ غَيْرِهِ.
قَالَ زَيْنُ الْعَابِدِينَ ع هُوَ الَّذِي لَا شَرِيكَ لَهُ وَ لَا يَئُودُهُ حِفْظُ شَيْءٍ وَ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ شَيْءٌ
وَ قَالَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ هُوَ الَّذِي إِذٰا أَرٰادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ وَ هُوَ الَّذِي أَبْدَعَ الْأَشْيَاءَ أَمْثَالًا وَ أَضْدَاداً وَ بَايَنَهَا.
وَ عَنِ الصَّادِقِ ع قَدِمَ عَلَى أَبِيَ الْبَاقِرِ ع وَفْدٌ مِنْ فِلَسْطِينَ بِمَسَائِلَ مِنْهَا الصَّمَدُ فَقَالَ تَفْسِيرُهُ فِيهِ هُوَ خَمْسَةُ أَحْرُفٍ الْأَلْفُ دَلِيلٌ عَلَى إِنِّيَّتِهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى شَهِدَ اللّٰهُ أَنَّهُ لٰا إِلٰهَ إِلّٰا هُوَ وَ اللَّامُ تَنْبِيهٌ عَلَى إِلَهِيَّتِهِ وَ هُمَا مُدْغَمَانِ لَا يُظْهَرَانِ وَ لَا يُسْمَعَانِ بَلْ يُكْتَبَانِ فَإِدْغَامُهَا دَلِيلُ لُطْفِهِ وَ أَنَّهُ تَعَالَى لَا يَقَعُ فِي وَصْفِ لِسَانٍ وَ لَا بِقَرْعِ الآذَانِ فَإِذَا فَكَّرَ الْعَبْدُ فِي إِنِّيَّةِ الْبَارِي تَحَيَّرَ وَ لَمْ يَخْطُرْ لَهُ شَيْءٌ يُتَصَوَّرُ مِثْلُ لَامِ الصَّمَدِ لَمْ يَقَعْ فِي حَاسَّتِهِ وَ إِذَا نَظَرَ فِي نَفْسِهِ لَمْ يَرَهَا وَ إِذَا فَكَّرَ فِي أَنَّهُ الْخَالِقُ لِلْأَشْيَاءِ ظَهَرَ لَهُ مَا خَفِيَ كَنَظَرِهِ إِلَى اللَّامِ الْمَكْتُوبَةِ وَ الصَّادُ دَلِيلُ صِدْقِهِ فِي كَلَامِهِ وَ أَمْرِهِ بِالصِّدْقِ