و روى محمد
بن يعقوب- مرسلا- عن الصادق عليه السلام، قال: «إنّ اللّٰه عز و جلّ لم يترك
شيئا ممّا يحتاج إليه إلّا علّمه نبيّه صلّى اللّٰه عليه و آله، فكان من
تعليمه إيّاه أنّه صعد المنبر ذات يوم، فحمد اللّٰه و أثنى عليه، ثمَّ قال:
أيّها الناس إنّ جبرئيل أتاني عن اللطيف الخبير، فقال: إنّ الأبكار بمنزلة الثمر
على الشجر إذا أدرك ثمارها فلم تجتن، أفسدته الشمس، و نثرته الرياح، و كذلك
الأبكار إذا أدركن ما يدرك النساء، فليس لهنّ دواء إلّا البعولة، و إلّا لم يؤمن
عليهنّ الفساد لأنّهنّ بشر» قال:
«فقام إليه
رجل فقال: يا رسول اللّٰه فمن تزوج؟ قال: الأكفاء، قال: يا رسول
اللّٰه من الأكفاء؟ فقال: المؤمنون بعضهم أكفاء بعض، المؤمنون بعضهم أكفاء
بعض»[2].
احتجّ من
اعتبر اليسار: بما رواه محمد بن الفضل الهاشمي عن الصادق عليه السلام، قال: «الكفء
أن يكون عفيفا، و يكون عنده يسار»[3].
و احتجّ ابن
الجنيد: بما رواه علي بن هلال، الى أن قال: فخرج الخارجي حتى أتى الصادق عليه
السلام، فقال: إنّي لقيت هشاما فسألته عن كذا، فأخبرني بكذا، فذكر أنّه سمعه منك،
فقال: «نعم قد قلت ذلك» فقال الخارجي: فها أنا ذا قد جئتك خاطبا، فقال له الصادق
عليه السلام: «إنّك لكفء في كرمك و حسبك في قومك، و لكن اللّٰه عزّ و جلّ
صاننا عن الصدقة، و هي أوساخ أيدي الناس، فكره أن نشرك فيما فضلنا اللّٰه به
من لم يجعل اللّٰه له مثل ما جعل لنا» فقام الخارجي و هو يقول:
تاللّٰه ما رأيت رجلا قطّ مثله ردّني و اللّٰه أقبح ردّ، و ما خرج من
قول صاحبه[4].
و الجواب:
الحمل على الأولوية، لما رواه معاوية بن عمّار عن الصادق عليه السلام، قال: «إنّ
رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله زوّج ضبيعة بنت الزبير بن عبد
المطلب من مقداد بن الأسود، فتكلّمت في ذلك بنو هاشم، فقال رسول اللّٰه صلّى