و الرحمة
انظر إلي نظر الله إليك و فلان ينظر لفلان و هو حسن النظر له- وَ
لٰا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ و الإهلاك نظر
الدهر إلى بني فلان قال الشاعر-
نظر الدهر إليهم فاضمحلوا
. و التحديق نحو الشيء طلبا للرؤية لأنهم
يثبتون النظر دون الرؤية قولهم نظرت إلى الهلال فلم أره و ما زالت أنظر إليه حتى
رأيته و انظر حتى ترى و لو لا أني كنت أنظر لما رأيته و نظرت إليه فوجدته جالسا و
لا يقال نظرت إلى زيد متعريا كما يقال رأيته متعريا و الله تعالى رأى و لا يقال
ناظر لأن النظر تقليب الحدقة الصحيحة نحو المرئي لطلب الرؤية و نظرت إليه نظر راض
و نظر غضبان و نظرا شزرا و نظر بمؤخر عينه و قد أحد إليه النظر ينظرون إليك نظر
المغشي عليه. شاعر
نظروا إليك بأعين محمرة
نظر التيوس إلى شفار الجازر
غيره
و نظره ذي شجن وامق إذا
ما الركائب جاوزن ميلا
و النظر
يتعدى بإلى و الرؤية و أمثالها بنفسها يقال نظرت إليه و رأيته قال الله تعالى وَ
تَرٰاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَ هُمْ لٰا يُبْصِرُونَ و القول
بذلك يؤدي إلى مناقضة قوله- لٰا تُدْرِكُهُ
الْأَبْصٰارُ إذ ذاك عموم لا تخصيص فيه و لأنه تمدح به كما تمدح
بقوله- وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصٰارَ فهو إذا جار في
عموم الأوقات مجراه لأن زوال ما يوجب المدح نقص و لا يجوز إِلىٰ
رَبِّهٰا نٰاظِرَةٌ لها لأن التخصيص لا يقع إلا بما يشتبه الأمر
فيه فكيف بما لا يقتضيه و نمط هذه الآية و ما يتعقبه لا ينبئ عنه و يبطله لأنه قال
في نقيضه وَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بٰاسِرَةٌ الآية فلما أوجب
الكفار خوف العقاب دون المنع من الرؤية ليتشاكل المعنيان لأنه لو قال إن المؤمنين
يرونني و الكافرين أعذبهم لم يكن متشاكلا في المعنى بل كان معيبا عند البلغاء و
قال الصاحب بن عباد ناظرة إلى ربها أي نعمة ربها لأن الآلاء النعم و في واحدها
أربع لغات يقال ألى مثل قفا و إلى مثل معا و ألي مثل رمي و ألي مثل حسبي-
نام کتاب : متشابه القرآن و مختلفه نویسنده : ابن شهرآشوب جلد : 1 صفحه : 95